رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن «دولاً كثيرة تدرك أن ضرب سوريا يهدر فرص الحل السياسي»، معلناً أن كافة نتائج التحقيق في الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا ستُعلَن بعد مراعاة كافة المعايير العلمية، في وقت يبدأ فيه وزير الخارجية الأميركية جون كيري اليوم جولة في اوروبا تهدف إلى حشد اكبر دعم ممكن من نظرائه الأوروبيين ولإجراء لقاءات مع مسؤولين في الجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولفت لافروف، بعد لقائه المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلى أنه «يجب ايجاد طريقة ما لا تسمح للسيناريو العسكري بتقويض السيناريو السياسي للأزمة السورية»، مضيفاً أن «الوقت لا يزال متوافراً لتحقيق ذلك». وشدد لافروف على أن الدول التي تدعو إلى الحل العسكري في سوريا يجب أن تتمسك بالالتزامات التي تعهدتها خلال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى الأخيرة في ايرلندا الشمالية. وقال: «بالإضافة إلى الالتزامات القانونية باحترام ميثاق الأمم المتحدة، يجب أن تفي كل دولة بالالتزامات والاتفاقات السياسية التي يجري التوصل إليها في اطر مختلفة». من جانبه، أشار الأخضر الابراهيمي إلى أن عقد مؤتمر «جنيف2» الدولي مهدد بالفشل.
من جهة اخرى، رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصبح «رئيس حرب». وكتب بوشكوف، في حسابه على موقع «تويتر» أمس: «قيل إن (الرئيس باراك) أوباما لا يريد شن الحرب في سوريا، إلا أنه دمر هذه الأسطورة بنفسه... إنه تحول نهائياً إلى «رئيس حرب» إلى بوش جديد».
من جهة ثانية، حذرت الخارجية الروسية القيادة الأميركية من توجيه أية ضربات إلى المنشآت الكيميائية في سوريا ومناطق متاخمة لها، لما ستمثله من نقطة تحول خطيرة في التطور المأساوي للأزمة السورية. وأضافت أن مثل هذا الهجوم الطائش قد يؤدي إلى وقوع مواد كيميائية في أيدي مقاتلين ومتطرفين، وسيشكل خطوة لانتشار الأسلحة الكيميائية ليس في الأراضي السورية فحسب، بل وخارجها.
في إطار آخر، عبَرت مجموعة من السفن الحربية الروسية مضيق البوسفور متجهة إلى مياه شرق البحر المتوسط. وتضم المجموعة سفينة الاستطلاع الإلكتروني الروسية «بريازوفييه» وسفينتي الإنزال البحري الروسيتين «نوفوتشيركاسك» و»مينسك».
أميركا: توجه الكونغرس «إيجابي»
في هذا الوقت، أعلن مجلس الشيوخ الأميركي تحديد الاثنين 9 أيلول موعداً لمناقشة طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، فيما أشارت وزارة الخارجية إلى أن التوجه في داخل الكونغرس حتى الآن يبدو «إيجابياً بشأن الموافقة على الضربة».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إلى أن كيري سيلتقي، اضافة إلى اجتماعاته مع المسؤولين الليتوانيين اليوم، «وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي (الـ28) في جلسة غير رسمية»، لكون ليتوانيا تترأس حالياً الاتحاد.
ولفتت بساكي إلى أن الوزراء «سيجرون محادثات تتناول الشرق الاوسط، وخصوصاً سوريا، مصر والمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وسيلتقي كيري نظيره الفرنسي لوران فابيوس مساء اليوم.
وأشار الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إلى أن «المحادثات ستسمح باستعراض الوضع في الشرق الاوسط والادنى، وخصوصاً الوضع في سوريا والرد الذي يجب تقديمه على المجزرة الكيميائية».
كذلك تستضيف العاصمة الفرنسية الأحد لقاءً بين كيري ومسؤولين من الجامعة العربية، على أن ينهي جولته المقتضبة بلقاء الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن.
من جهتها، أكدت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنثا باور أن البدائل غير العسكرية للتحرك إزاء سوريا قد انتهت، وأنه لو كان العمل ممكناً عبر مجلس الأمن الدولي لقامت الولايات المتحدة بذلك، لكن هذا الأمر مستحيل. وأضافت: «لا نتوقع أي تغيير في الموقف الروسي في مجلس الأمن».
وشددت باور على أن أميركا لن تسمح بوقوع السلاح الكيميائي في أيدي الارهابيين.
وفيما أكدت أن الضربة العسكرية ستكون محدودة ودقيقة، شددت على أنها السبيل الوحيد لردع الحكومة السورية عن استخدام الكيميائي مجدداً، ولفتت إلى أنه ستكون هناك عواقب وخيمة بالنسبة إلى المنطقة كلها في حال عدم التحرك.
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة بـ«تسريع» عمل الخبراء الذين حققوا في سوريا حول استخدام أسلحة كيميائية.
من جهة اخرى، وفيما أشار وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى «وجوب أن يكون هناك إدانة جماعية من الاتحاد الأوروبي لاستخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي»، اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون أمس على مسؤولية السلطات السورية عن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق الشهر الماضي. وأوضح وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس بعد انتهاء الاجتماع الوزراء، أن جميع وزراء الدفاع في أوروبا اتفقوا على «وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية».
(الأخبار، أ ف ب)