نشرت مدونة «الوعي المصري» مقطع فيديو يظهر فيه بوضوح استهداف ناقلة حاويات تجارية بقذيفتي «آر بي جي» في المجرى الملاحي لقناة السويس. المدون وائل عباس أوضح أنه تلقى رسالة من مجهول تحوي الفيديو مرفقاً ببيان صادر من جماعة تدعى «كتائب الفرقان»، تعلن مسؤوليتها عن الحادث. وكان عباس قد نشر مقطعاً سابقاً جرى تصويره ليلاً ولا يظهر فيه القصف بوضوح، إلا أن المقطع الجديد صُوِّر نهاراً ويظهر فيه مسلحان يحمل كل منهما قاذف «آر بي جي» يستهدفان باخرة النقل.
في «البيان الثاني» لكتائب الفرقان، الذي حمل عنوان «الديمقراطية كفر»، أعلنوا في بيانهم مسؤوليتهم عن استهداف المجرى الملاحي الدولي في المرتين.
ورغم شهادات عيان عن تشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية بطول الطريق الموازي لمجرى القناة، إلا إن غموضاً يكتنف الحادثتين، ويزيد التباساً بالتعتيم الإعلامي الرسمي.
وتثار شكوك حول افتعال الهجوم من جماعة مسلحة غير معروفة، قد تكون صنيعة أمنية أو استخبارية، وذلك بسبب إشارة البيان إلى غضب التنظيم المذكور من إتاحة قناة السويس للسفن الحربية «الصليبية» للاعتداء على المسلمين. فمن المعلوم أن الجماعات الجهادية في مصر والمنطقة العربية تؤيد نظيراتها في سوريا.
أمر آخر يدعو إلى التشكيك في الدلالة المباشرة للفيديو، وهو التناقض في المحتوى التكفيري للبيان، حيث عَدّ طريق الديمقراطية كفراً ثم وصف الأحداث الأخيرة في مصر بالانقلاب على «الإسلام وأهله».
بافتراض وجود تنظيم حقيقي يدعى «كتائب الفرقان»، فإن الإشارة إلى اعتراضهم على مرور السفن الحربية عبر قناة السويس يعبر عن جانب من الالتباس الشديد في فهم توجهات الأطراف المصرية المختلفة من الأزمة السورية. ففي حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وقبيل أن يجري تصعيد الإجراءات الدبلوماسية ضد دمشق، فإنّ المساعدات الإغاثية المنقولة عبر الهلال الأحمر المصري كان يجري تسليمها إلى نظيره السوري. موقف الجيش المصري لا يقل التباساً، ففي مقطع فيديو حديث جرى تسجيله وبثه يوم الثاني من أيلول/ سبتمبر تظهر إحدى كتائب «الجيش الحر» بقايا مقذوف صاروخي صنع في «الهيئة العربية للتصنيع» التابعة للجيش المصري. ورغم عدم التيقن من توقيت بيع مصر هذه الصواريخ لسوريا، إلا أن تصريح رئيس هيئة قناة السويس وقائد القوات البحرية السابق، الفريق مهاب مميش، أكد أن مصر لن تمنع السفن الحربية من عبور قناة السويس حتى لو كان الغرض العدوان على سوريا.