حرصت واشنطن على ابلاغ تل أبيب أنّ سياستها تجاه سوريا لن تكون مشابهة تجاه إيران وملفها النووي، في وقت أكّد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أنّ لا علاقة لإسرائيل بالسياسة الخارجية التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه سوريا. وقال يعالون، خلال زيارة لقاعدة عسكرية شمال الضفة الغربية، إنّ الجيش الإسرائيلي سرّح بعض جنود الاحتياط عقب إرجاء العملية العسكرية الأميركية المحتملة ضد سوريا، ولكنه شدد على أن الجيش سيبقى على أهبة الاستعداد للتحرك وفق تطورات الأحداث.
وحرص على طمأنة الجمهور الإسرائيلي، داعياً إياه إلى عدم التسرع في التزود بالكمامات الواقية من الغازات السامة.
من جهته، رأى الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أنّ الغلبة ستكون لإسرائيل في حال إقدام سوريا على مهاجمتها. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بيريز قوله، خلال استقباله الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين في إسرائيل بمناسبة حلول رأس السنة العبرية الجديدة، إنّه مقتنع بشكل تام بأنّ السوريين لن يبادروا إلى مثل هذا الهجوم لإدراكهم «قوة التصميم لدى إسرائيل التي تملك منظومات دفاعية متطورة للغاية وجيشاً يعتبر من أفضل جيوش العالم».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اتصل يوم الأحد، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ونقل إليه رسالة مفادها أن الإدارة الأميركية مصممة على التحرك ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية الأميركية قوله إنّ كيري أكد لنتنياهو أنّ «الولايات المتحدة ستحرص على أن يتحمل الأسد المسؤولية عن أفعاله».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا الاتصال بين كيري ونتنياهو يأتي في سياق التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، واستكمالاً للاتصال الذي أجراه أوباما بنتنياهو قبل ساعات من إعلانه ترحيل قرار الهجوم على سوريا إلى الكونغرس ليل السبت الأحد. وفي هذا الإطار، أفادت القناة الثانية الإسرائيلية أنّ أوباما أوضح لبنيامين نتنياهو أن سلوكه مقابل إيران لن يكون مماثلاً لسلوكه مقابل سوريا، وذلك في ضوء إدراكه وجود خشية لدى تل أبيب من أن تكون طريقة معالجته للشأن السوري مشابهة لطريقة معالجته للملف النووي الإيراني حين تحين لحظة القرار.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع قوله إنّ الرسالة التي يحرص أوباما وكيري على تمريرها في محادثاتهما مع أعضاء الكونغرس والزعماء الأجانب، خلال الأيام الأخيرة، هي ضرورة دعم العملية العسكرية الأميركية ضد سوريا لأنّ عدم القيام بها سيمسّ بقدرة الردع الأميركي ضد استخدام أسلحة غير تقليدية. وقال المسؤول الأميركي، بحسب «هآرتس»، لقد أوضحنا لأعضاء الكونغرس أننا إن لم نتحرك، فإن الأسد وحزب الله وإيران سوف تتعزز قوتهم. وأضاف «سوف يرون أنه لا توجد أية تداعيات لاستخدام فاضح للمعايير الدولية. على كل من هو قلق من النشاط النووي الإيراني في المنطقة أن يؤيد العمل ضد سوريا».
(الأخبار)