لا يزال عناصر «داعش» ينشطون في المنطقة على رغم سيطرة «قسد» عليها منذ أعوام
إزاء ذلك، حاولت «قسد» استغلال هجوم مجهولين على آلية تابعة لها، أثناء مرورها إلى جانب إحدى التظاهرات في بلدة درنج في ريف دير الزور الشرقي، لقمع الاحتجاجات وإيقافها، عبر فرض حظر شامل للتجوال في بلدتَي درنج وسويدان جزيرة، مع حصارهما لمدّة أسبوع. وطلبت «قسد» تسليم الأشخاص المسؤولين عن إحراق السيارة، أو دفع قيمتها البالغة 35 ألف دولار كتعويض، مقابل رفع الحصار عن البلدتَين. إلّا أن هذه الخطوة آتت نتائج عكسية، إذ أدّت إلى ازدياد وتيرة التحرّكات، بعدما خرج أهالي قرى وبلدات عدّة للتضامن مع البلدتَين المحاصرتَين، وأصدروا بيانات طالبت بـ«وقف انتهاكات قسد بحق المدنيين، والكفّ عن الاستفزازات والممارسات غير الديموقراطية، والتي لا تتوافق مع الشعارات المرفوعة في المنطقة». وبفعل تلك الضغوط الشعبية، اضطرّت «قسد» لرفع الحصار عن درنج وسويدان جزيرة، ليل الخميس - الجمعة الفائتَين.
من جهتها، تؤكّد مصادر عشائرية محلّية، لـ«الأخبار»، أن «قسد لا تستجيب لمطالب المدنيين في دير الزور، وهي تواصل سياسة فرض شخصيات غير مقبولة لدى سكّان المنطقة، للتحكّم بمختلف مناحي الحياة فيها»، لافتة إلى أن «الأهالي يشعرون بمظلمة كبيرة، نتيجة استمرار الاعتقالات العشوائية، وعمليات الإنزال المبنيّة على معلومات أمنية غير دقيقة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين». وتشير المصادر إلى أن «قسد لم تستطع حتى الآن ضبط الأمن في ريف دير الزور، على رغم مرور عامَين إلى ثلاثة أعوام على سيطرتها على المنطقة، التي لا يزال الكثير من السكان فيها يدفعون الإتاوات لعناصر داعش الذين ينشطون بقوة فيها ومن دون أيّ رادع». كما تَلفت إلى أن «بعض قيادات قسد تعتبر معظم سكّان ريف الدير خلايا أو مناصرين لداعش، وهو أمر غير دقيق، خاصة أن التنظيم يرتكب عمليات تصفية واغتيال شبه يومية بحق الأهالي، ما يؤكد عدم صحّة هذا الاعتقاد». وتتوقّع المصادر العشائرية أن «يستمرّ التوتر ويتصاعد في المنطقة»، بسبب ما وصفته بـ«أسلوب الحكم غير العادل لقسد، وانتشار الجوع والفقر والمظلمة بين السكان، وهو ما يشكّل بيئة صالحة لتنظيم داعش لاستعادة نشاطه مجدّداً في المنطقة». وأمام كلّ هذه التطوّرات، غاب «التحالف الدولي» والقوات الأميركية بشكل شبه كامل عن المشهد، على رغم استمرار تحرّكاتهما العسكرية، والتي تَمثّلت في تنفيذ أربعة تدريبات بالذخيرة الحيّة، مع إطلاق بوالين حرارية تحمل كاميرات مراقبة لأوّل مرة في ريف دير الزور، بالإضافة إلى إدخال سبع قوافل أسلحة ومعدّات وذخائر خلال شهر آذار فقط، ما يشي بسعي «التحالف» لتثبيت وجوده غير الشرعي هناك، والتركيز على منع عودة الحكومة السورية إلى المنطقة، بدعوى الحرص على محاربة «داعش».