مقالات مرتبطة
-
عودة مشروع الربط السككيّ: دمشق متفائلة بنتائج قريبة محمود عبد اللطيف
وتكشف هذه الهجمات عن هشاشة قدرات «قسد» الأمنية والعسكرية، وعجزها عن ضبط الأمن في السجون والمخيمات. كما تطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية تمكّن عناصر «داعش» من الوصول بمفخّخاتهم إلى منطقة تضرب فيها «قسد» طوقاً أمنياً مشدّداً، فضلاً عن تمكّن الفارّين لتوّهم، من الحصول على أسلحة واستخدامها في الاشتباكات. وهنا، توضح مصادر أمنية في الحسكة، لـ»الأخبار»، أن «ما لا يقلّ عن 50 من المعتقلين في سجن الصناعة، تمكّنوا من الفرار بعد الرعب الذي أحدثه تفجير آليتين مفخختين على بوابة السجن»، مبيّنة أن «اتساع رقعة الاشتباكات سببها اجتماع عناصر التنظيم من خارج السجن، ومن داخله، ما شتّت قدرات التحالف وقسد». وترى المصادر أنه «من الممكن أن عدداً من قادة التنظيم تمكنوا من الفرار من كامل المنطقة، وباتوا بعيدين من مسرح الاشتباكات»، لكن ذلك «لا يعني أن للتنظيم قدرة على شن عمليات واسعة، لعدم امتلاكه أسلحة متوسطة وثقيلة، وعدم توافر قدرات بشرية كافية».
تكشف هذه الهجمات عن هشاشة قدرات «قسد» الأمنية والعسكرية وعجزها عن ضبط الأمن في السجون والمخيمات
بدورها، تصف مصادر ميدانية ما حصل بأنه «قنبلة موقوتة في السجون، وقد انفجرت كما هو متوقع». وتَعتبر أن للأحداث الأخيرة «ارتدادات كثيرة، بخاصة أنها عرّت رواية الولايات المتحدة حول قدرتها على ضبط معتقلات داعش»، مضيفة أن «ما حصل وإن كان يشكّل ضربة أمنية لقسد والتحالف، لكنه في الوقت عينه سيمثل مادة للاستثمار من قِبَلهما، لجهة إثبات قدرة التنظيم على شنّ عمليات واسعة، وضرورة تلقّي قسد مزيداً من الدعم لضبط أمن السجون، وأهمية أن تحافظ واشنطن على وجودها، لمنع التنظيم من إعادة بناء قدرات هجومية مجدداً». وتلفت المصادر إلى أن «التطورات التي وقعت تراكمية، بدأت بحوادث أمنية في الهول، لتصل إلى ثاني أخطر سجون داعش في المنطقة»، كاشفة أن السبب الرئيس خلفها هو «فشل مفاوضات كان يجريها التحالف مع قادة من داعش، للحصول على ضمانات بعدم إحداث أيّ إرباك أمني في السجون أو المخيمات». وتتابع أن «عدم تلبية التحالف مطالب قيادات داعش بوقف نقل اللاجئين العراقيين وتسليمهم لحكومتهم، وعدم نقل أي من السجناء إلى أي جهة أخرى، إلا بالتنسيق معهم، مع استعجال تقديمهم للمحاكمات، هو ما يقف بشكل أساسي وراء التطورات الأخيرة».