«قُتل عرّاب الحوار في حمص القديمة»، هكذا علق محبّو الأب الهولندي فرانس فاندرلخت على مقتله خارج دير الآباء اليسوعيين في حيّ بستان الديوان وسط حمص القديمة. وتروي أوساط مقربة من فاندرلخت أنّه «بعد قيام اعتداء متطرفين عليه غير مرّة خلال الأشهر الماضية»، دخل صباح أمس «مسلحون ملثمون إلى الدير واقتادوه إلى الخارج.
اعتدوا عليه بالضرب ثم أنهى أحدهم حياته برصاصتين في الرأس». في السياق، قال عضو لجنة المصالحة في حمص القديمة الأب ميشيل نعمان، لـ«الأخبار» إنّ المعارضة المسلحة في المنطقة وافقت على إخراج الجثمان، المدفون موقتاً في الحي، بالإضافة إلى إخراج جثامين 8 شهداء آخرين من الجيش السوري، اليوم. وأكد أنّ إخراج الجثمان سيجري بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري، فيما تجري مراسم الجنازة غداً في دير المخلص في حيّ النزهة الحمصي، ليدفن الأب الهولندي في مدينة حمص التي عاش فيها. وأشار نعمان إلى «وجود 23 مدنياً آخرين لا يزالون في الحي، بالإضافة إلى نحو 1500 في بقية أحياء حمص القديمة».
وكانت صفحات إلكترونية عدة قد نقلت صوراً لجثمان الأب فرانس، وبدت على وجهه آثار ضرب وتعذيب. ويسيطر مسلحو المعارضة على حيّ بستان الديوان ذي الغالبية المسيحية، الذي خرج منه مئات المدنيين خلال الشهرين الفائتين، بوساطة الأمم المتحدة. من جهته، أكد محافظ حمص طلال البرازي، في حديث إلى «الأخبار»، أن اتهام المعارضة السلطات السورية باغتيال الأب فرانس لا معنى له، ولا يعدو كونه مجرد فكرة سخيفة، مشيراً إلى أن وجود الأب الهولندي في الحي المسيطر عليه من قبل المسلحين لم يكن إيجابياً بالنسبة إليهم. وأكد أن الأب قضى الأيام الأخيرة من حياته ينصح المدنيين بالخروج من الحي. ولفت إلى أن التوتر يخيم على المسلحين في المدينة القديمة، بعد مقتل 3 من قياداتهم منذ يومين، وتكبدهم خسائر تصل إلى 48 مسلحاً، خلال تفجير سيارة مفخخة. وحدد عدد المسلحين الباقين في الأحياء القديمة بما يقارب 600، بعد خروج 780 آخرين سلّموا أنفسهم على مدار شهر ونصف شهر. وأعلن البرازي أن الأمور في حمص القديمة ذاهبة إلى التسوية السياسية السلمية إن تم استغلال بوادر الحل القائمة خلال جدول زمني أقصاه أسبوع. وكان «الائتلاف» المعارض قد اتهم، أمس، دمشق بالضلوع في قتل الأب فرانس، وتوعّد «بملاحقة المسؤولين عن الاغتيال».

يمكنكم متابعة مرح ماشي عبر تويتر | @marah_mashi