مقالات مرتبطة
-
هل ينجرّ إردوغان إلى الفخّ الأميركي؟ محمد نور الدين
كان ينتظر أن يُترجم هذا «الكباش» الإعلامي بعد العسكري، في بازار التفاوض الهاتفي بين الرئيسين التركي والروسي أمس، والذي انتهى ببيانين (من الرئاستين التركية والروسية) يتفقان على «تعزيز التشاور وخفض التصعيد والوصول إلى وقف إطلاق نار»، ويتفارقان في إصرار موسكو على «وقف الأعمال العداونية للجماعات المتطرفة... والاحترام غير المشروط لاستقلال ووحدة الأراضي السورية»، مقابل تركيز أنقرة على «كبح هجمات النظام... والعودة إلى اتفاق سوتشي (بقاء النقاط التركية وانسحاب الجيش السوري)». وجاء اتصال الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان (وهو الثالث بينهما هذا الشهر)، عقب مكالمة أجراها الرئيس التركي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وكان الأخيران اتصلا بدورهما أمس ببوتين، الذي أكد لهما - وفق «الكرملين» - ضرورة «وقف هجمات الجماعات المتطرفة». وذهبت بعض الأوساط التركية إلى الحديث عن وجود مقترحات بعقد قمة رباعية بين زعماء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، لنقاش تطورات إدلب ومجمل الملف السوري، وهو ما دعمه فحوى اتصال الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، بأردوغان، وطرحهما هذا اللقاء.
«باتريوت» إلى تركيا أم العراق؟
ما غاب عن التصريحات الإعلامية، كان ملف الطلب التركي نشر بطاريات «باتريوت» تحت مظلّة «حلف شمال الأطلسي»، لدعم عمليات الجيش التركي في سوريا، وخاصة في إدلب. إلا أن القضية نفسها عادت إلى الواجهة ليل أمس، مع رصد متابعين لحركة الطائرات، خمس طائرات نقل عسكرية أميركية من طراز «Boeing C-17» فوق الأجواء الأوروبية. ووفق المعلومات المتوفرة عن مسار تلك الطائرات، فقد انطلقت من قاعدة «أندروز» (الجوية ـ البحرية) في ولاية ماريلاند الأميركية، وتوقفت للتزوّد بالوقود في قاعدة «رامشتاين» الأميركية في غربي ألمانيا، قبل استكمال طريقها باتجاه الأجواء التركية. وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يُتَح التحقق من وجهة الطائرات النهائية، غير أن ترجيحات قالت إنها قد تتّجه نحو قاعدة إنجرليك الجوية، أو نحو العراق. وعزّز هذا التطوّر التساؤلات حول الموقف الأميركي من طلب أنقرة نشر منظومة «باتريوت»، ولا سيما أن تلك الطائرات الخمس قادرة (وسبق أن استخدمت) لنقل بطاريات من منظومة الدفاع الجوي ذاتها. غير أن الحديث الأميركي سابقاً عن التحضير لتعزيز الدفاعات الجوية في العراق، يرجّح أن تكون الوجهة النهائية إلى هناك.