ارتفع منسوب التوتر على خطوط التماس في شمال غرب سوريا، بعد مقتل دفعة جديدة من القوات التركية المنتشرة في محافظة إدلب بنيران الجيش السوري، اليوم، توازياً مع انعقاد الاجتماع الروسي ــــ التركي الثاني على التوالي خلال أيام، في محاولة لاجتراح حلّ لخفض التصعيد.القتلى الأتراك الستة كانوا ضمن فرقة عسكرية تركية وصلت إلى طوق مدينة إدلب الشرقي، لوقف تقدم قوات الجيش السوري؛ وتمركزت تلك الفرقة في عدة مواقع، بينها مطار تفتناز العسكري والمنطقة الفاصلة بين سرمين وقميناس.
وجاء القصف السوري رداً على مشاركة المدفعية التركية في استهداف مواقع للجيش من سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وصولاً إلى ريف إدلب الشرقي؛ وهو ما أكدت وزارة الدفاع السورية التزامها به بشكل كامل في بيانها الأخير.
وحاولت القوات التركية بالتعاون مع الفصائل المسلحة التي تقودها، شن هجوم على محور بلدة النيرب، قرب الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية، بين سراقب وأريحا، صباح اليوم؛ غير أن الهجوم لم يدم أكثر من نصف ساعة.
وعلى العكس تابع الجيش تقدمه إلى الشمال من تفتناز، وسيطر على بلدات كفرحلب وميزناز في ريف حلب الجنوبي الغربي، ووصلت الاشتباكات إلى أطراف معارة النعسان التابعة لمحافظة إدلب.

أنقرة: قصفنا 115 هدفاً
أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ردّت على مقتل جنودها باستهداف «115 موقعاً للنظام السوري»، ما أسفر عن «تحييد 100 عنصر من قواته، وتدمير 3 دبابات وموقعين للمدفعية». وقالت الوزارة في بيان، إنه «تم الرد بالمثل فوراً على استشهاد جنودنا بإدلب في إطار قواعد الاشتباك وحق الدفاع المشروع عن النفس»، مشيرة إلى أن «الرد لا يزال متواصلاً».
وعلى خلاف ما قال بيان وزارة الدفاع التركية، تؤكد المعلومات الميدانية أن الجانب التركي استهدف مواقع الجيش بالمدفعية كما فعل سابقاً لدعم الفصائل التي تعمل تحت لوائه، غير أن حصيلة خسائر الجيش السوري التي وردت في البيان «لا أساس لها من الصحة».
واستهدفت القوات التركية إحدى المروحيات التابعة للجيش السوري، في أعقاب مقتل الجنود الأتراك. ووفق المعلومات الأولية، أصيبت الطائرة وعادت لتهبط في أحد المطارات العسكرية من دون معرفة حجم الأضرار التي لحقت بها.

اجتماعان في أنقرة وإسطنبول
عقد وفد روسي يقوده مبعوث الكرملين إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، اجتماعين مع كبار المسؤولين الأتراك لبحث تطورات إدلب.
وفي أنقرة، حضر عن الجانب التركي وفد يرأسه معاون وزير الخارجية سادات أونال، وهو الذي كان يمثل بلاده في آخر اجتماعات «أستانا»، قبل أن ينتقل الضيوف الروس إلى إسطنبول للقاء المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
قالن طالب الجانب الروسي بوقف هجمات الجيش السوري «ضد القوات التركية ونقاط مراقبتها في إدلب لتعارضها مع روح مسار أستانا»، وأكد وفق بيان صدر عنه، على ضرورة «وفاء موسكو بمسؤولياتها حيال الانتهاكات الصارخة لاتفاق سوتشي بصفتها أحد الضامنين له».
وأوضح البيان أن قالن أبلغ الوفد الروسي أن تركيا مستمرة في «استخدام حقها بالدفاع عن النفس» ضد الهجمات التي تتعرض لها نقاطها في إدلب ومحيطها.
وقبيل اجتماعَي اليوم، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن اجتماع السبت بين الوفدين الروسي والتركي لم يتمخض عنه أي اتفاق.
ووفق ما تداولته أوساط إعلامية مقربة من الحكومة التركية، فإن موسكو رفضت طلباً تركياً بانسحاب قوات الجيش السوري إلى خطوط التماس التي كانت قبل الهجوم، والتي ترسمها نقاط المراقبة التركية وفق «اتفاق سوتشي».