رسمياً، أعلنت دمشق، أمس، دخول الجيش السوري إلى مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، والبدء بتمشيط أحيائها ونزع الألغام منها تمهيداً لإعلانها مدينة آمنة. قبل ذلك، كانت قوات الجيش قد سيطرت على عدد من القرى والبلدات شمالي المدينة، لتكمل بذلك حصارها عليها، وعلى النقاط العسكرية التركية المحيطة بها. ودخلت وحدات من الجيش إلى بلدة إفس شمالي سراقب، وتابعت طريقها لتسيطر على بلدة بجارز شمالي شرقي المدينة، ومنها امتدّت إلى النيرب التي كانت قد سيطرت عليها قبل أيام. وفي وقت سابق، سيطر الجيش على قريتَي جديدة طلافح وطلافح في أقصى ريف حلب الجنوبي الغربي غربي سراقب، وقرية جلاس غربي أبو الضهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وعلى محور ريف حلب الجنوبي، ثبّت سيطرته على بلدة خلصة، واستعاد قريتَي الحميرة وقلعجية جنوبي خان طومان، بعدما تمكّن المسلحون من السيطرة عليهما أول من أمس.في المقابل، لم تترك أنقرة الفصائل المسلحة وحدها، إذ نفّذت المدفعية التركية من النقاط المنتشرة في المنطقة رمايات مدفعية على مواقع الجيش السوري شمال سراقب وغربها. وتحت غطاء هذه الرمايات، شنت الفصائل هجوماً ضدّ مواقع الجيش على المحور الشرقي لسراقب، لكنها فشلت في اختراق دفاعاته. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إن هجوم الفصائل على مواقع الجيش على محاور آفس والنيرب وداديخ في ريف إدلب الجنوبي الشرقي جاء بعد اجتماعها مع القوات التركية في مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشمالي الشرقي. ويُتوقّع أن تصعّد الجماعات المسلحة، بدعم تركي واضح وصريح، هجماتها ضدّ مواقع الجيش في ريف إدلب الجنوبي، إذ لا خيار أمامها سوى القتال في كيلومترات قليلة باتت تفصل القوات السورية عن مدينة إدلب. في المقابل، لم تتغير أولويات القيادة السورية في العمليات الأخيرة، وهي فتح الطريق الدولي حلب ــــ حماة (M5) وتأمينه، بالإضافة إلى فتح الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4) وتأمينه أيضاً، وهو ما يعدّ المهمة الأساسية على المدى المتوسّط، والتي تجاوز الجيش نصف طريقها.
نفّذت المدفعية التركية رمايات مدفعية على مواقع الجيش السوري شمال سراقب وغربها


وتعليقاً على التطورات الميدانية الأخيرة في إدلب، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن «هجمات المتشدّدين المستمرة ضدّ المنشآت الروسية في سوريا تنطلق من مناطق سيطرة تركيا، وتستهدف الجيش السوري والمنشآت العسكرية الروسية». وأضاف بيسكوف في تصريحات صحافية إن «آخر اتصال بين الرئيسين الروسي والتركي أكد أن لكلّ جانب مجموعة من المخاوف الخاصة به»، لافتاً إلى أن «ما يقلق موسكو هو الأنشطة العدوانية لهذه الجماعات الإرهابية في إدلب». وأشار بيسكوف إلى أنه «لا توجد حالياً خطط لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، لكن من الممكن ترتيب مثل هذا الاجتماع سريعاً إذا لزم الأمر». وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قد أعلن، في وقت سابق، عن «زيارة محتملة» لوفد روسي إلى بلاده للتشاور حول سوريا، مرجحاً «اجتماع الزعيمين الروسي والتركي». من جهته، جدّد الناطق باسم الرئاسة التركية القول إن «نقاط المراقبة التركية ستبقى في مكانها، وسنقوم بكلّ ما يلزم من دون أيّ تردّد لحماية جنودنا... وعلى النظام السوري أن ينسحب من مناطق خفض التصعيد قبل نهاية هذا الشهر»، متابعاً أن بلاده أبلغت الروس أن «أيّ خطأ يقوم به النظام السوري سيدفع ثمنه باهظاً».



عدوان إسرائيلي واسع في دمشق والجنوب
شنّت الطائرات الإسرائيلية، ليل الأربعاء - الخميس، عدداً كبيراً من الغارات ضدّ أهداف عسكرية سورية في دمشق وأريافها، بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية. وبعد ساعة تقريباً من منتصف الليل، أطلقت الطائرات الإسرائيلية صواريخها من فوق الأراضي اللبنانية، وأخرى من فوق الجولان السوري المحتل. واستهدفت الصواريخ عدة أهداف في محيط دمشق، أهمّها مطار المزة العسكري، ومركز البحوث في جمرايا، ومواقع عسكرية في جبل قاسيون والكسوة. كذلك، استهدفت موقعاً عسكرياً في منطقة إزرع في محافظة درعا الجنوبية، ومحور تل الحارة في ريف درعا الغربي. وتمكّنت الدفاعات الجوية السورية من التصدّي لبعض الصواريخ في سماء دمشق ودرعا، بينما وصلت الأخرى الى أهدافها.