مقالات مرتبطة
يسعى الإعلام إلى شحن المشاعر القومية في خطاب يضع إردوغان في موضع حرج
تتحدث الأوساط السياسية والعسكرية عن مجموعة من السيناريوات في ما يتعلق بمستقبل الوضع في إدلب. ذلك بعدما أثبت الجيش السوري، مدعوماً من روسيا، عزمه على استعادة إدلب إثر تهرّب أنقرة من الالتزام بتعهداتها في «اتفاقية سوتشي» (17 أيلول 2018) التي وعدت فيها أنقرة بإقناع مسلحي «النصرة» بتسليم أسلحتهم الثقيلة قبل نهاية تشرين الأول 2018، والعمل على ضمان حركة المرور من الطريق الدولي بين حلب ودمشق واللاذقية. وتتوقع الأوساط لأزمة إدلب، بعد تصريحات إردوغان، توتر العلاقة بين أنقرة وموسكو في حال اتخاذ الجانب التركي أيّ موقف عملي في المنطقة، على رغم حرص بوتين على ضمان استمرارية العلاقات مع إردوغان، بعدما سمح للجيش التركي بدخول جرابلس في آب 2016، ثم عفرين في كانون الثاني 2018، وأخيراً شرقي الفرات في 9 تشرين الأول الماضي.
كما أن التطورات المحتملة في العلاقات التركية مع واشنطن من المتوقع أن تنعكس، سلباً أو إيجاباً، على علاقات إردوغان مع بوتين الذي يراقب علاقات الأول مع ترامب عن كثب، مع استمرار الفتور والتوتر في هذه العلاقات بسبب أزمة صواريخ «أس 400» وطائرات «أف 35»، واستمرار الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية شرقي الفرات، وأخيراً عدم التزام أنقرة بالعقوبات ضد إيران. يأتي كلّ ذلك وسط معلومات تتحدث عن فتور في العلاقات التركية مع طهران في موضوعَي سوريا والعراق. وفوق كل ما تقدم، هناك الانقسام التركي الروسي بشأن ليبيا، وقد اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، أنقرة، بعدم الالتزام بتعهداتها في قمة برلين وإرسال سفن حربية وأسلحة إلى ليبيا.
في الأثناء، تشير أوساط سياسية ودبلوماسية إلى مساعٍ لإردوغان لاستخدام ورقة اللاجئين السوريين من جديد مع استمرار التوتر في إدلب. وقالت الأوساط المذكورة إن إردوغان بحث الموضوع مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي زارت إسطنبول الأحد الماضي، والتي بدورها بحثت مع إردوغان أيضاً خطر اللاجئين الأفارقة الذين قد ينطلقون من الشواطئ الليبية باتجاه إيطاليا.