استعاد الجيش السوري عدة مناطق وبلدات في طوق مدينة حلب الجنوبي الغربي، بعد وقت قصير على دخوله مدينة معرّة النعمان ومحيطها، في ريف إدلب الجنوبي.ودخلت وحدات الجيش، اليوم، منطقة «الراشدين 5»، وهي ضاحية سكنية ملاصقة لمدينة حلب، إلى جانب معراتا ومستودعات الوقود ورحبة التسليح ومستودعات خان طومان، إلى الجنوب من «الراشدين 5» والشرق من الطريق الدولي حلب ــ حماة.
وتوازياً مع التقدم، كثف الجيش قصفه المدفعي والصاروخي للمناطق المحاذية لخط التماس، غربي الطريق الدولي، وصولاً إلى بلدة كفرناها.
وأعلن الجيش السوري، اليوم، سيطرته على معرة النعمان ثانية أكبر مدن محافظة إدلب، مقترباً خطوة إضافية مهمة من استعادة السيطرة على الطريق الدولي حلب ــ حماة. وكانت وحداته دخلت المدينة أمس، بعد تطويقها وانسحاب جزء كبير من المسلحين إلى خارجها.

اتهامات تركية لموسكو!
تشمل عمليات الجيش السوري الأخيرة مواقع عديدة تضم نقاط مراقبة تركية، انتشرت بموجب «اتفاق أستانا»؛ ورغم حصار بعض تلك النقاط وارتفاع حدة القصف على محيط بعضها الآخر، فإن أنقرة لم تسحب أياً من جنودها منها.
ومع ارتفاع زخم تحرك الجيش، اتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، موسكو بعدم احترام الاتفاقات المبرمة بشأن منطقة «خفض التصعيد» في شمال غرب سوريا، ولا سيما مع مشاركة سلاح الجو الروسي في الطلعات الجوية فوق تلك المنطقة.
وقال إردوغان، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية: «أبرمنا مع روسيا هذه الاتفاقات (...). إذا كانت روسيا لا تحترمها، إذاً سنفعل الأمر نفسه. للأسف، في الوقت الحالي روسيا لا تحترمها».
غير أن معلومات ميدانية تفيد بأن الجانب التركي تواصل عبر القنوات العسكرية مع موسكو، في محاولة لضمان عدم استهداف نقاط المراقبة خلال العمليات العسكرية الجارية في ريفي إدلب وحلب.

مجلس الأمن يلتئم
يجتمع اليوم أعضاء مجلس الأمن الدولي، في جلستين، لبحث الوضع في سوريا، كانتا مقرّرتين غداً، من دون أن يتضح سبب تغيير الموعد المفترض.
وستخصّص الجلسة الصباحية الأولى لبحث الملف الإنساني وتطوراته، ولا سيما في ضوء العمليات العسكرية المستمرة في شمال غرب سوريا. على أن تبحث الجلسة التي تعقد بعد الظهر (بتوقيت نيويورك) الوضع السياسي ومسار «التسوية» المتعثّر في جنيف.

بيدرسن في دمشق


(أ ف ب)

توازياً مع التطورات الميدانية، استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اليوم في دمشق، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، حيث جرى بحث العملية السياسية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
وأكد الطرفان، وفق البيان، «أهمية الالتزام بقواعد وإجراءات عمل لجنة مناقشة الدستور للحفاظ على قرارها السوري المستقل من دون أي تدخل خارجي من أي جهة كانت».