استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، في موسكو اليوم، حيث بحثا التطورات الميدانية والملف الإنساني و«اللجنة الدستورية».وقال لافروف قبيل اجتماعه مع بيدرسن، إن «مساحة الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون تتقلّص، ويستمر العمل على إنهاء فلول تلك الجماعات في إدلب وشمال شرقي سوريا»، منوهاً إلى أن الحكومة السورية استعادت السيطرة على «جزء كبير من الحدود مع العراق وتركيا».
وأشار إلى أن «التهديد الإرهابي المستمر له تأثير سلبي مباشر على الملف الإنساني، إذ يعيق الإرهابيون إيصال المساعدات الإنسانية ويسلبون ما يستطيعون منها»، مضيفاً أنه ينبغي «بحث ذلك في جنيف».
ولفت إلى أنه «في سياق تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، من الضروري تعزيز مساعدات المجتمع الدولي، ولا سيما ضمن الإطار الذي تنسقه الأمم المتحدة»، مشيراً إلى وجود «تحيّز واضح لدى بعض المانحين... إذ لا ترسل العواصم الغربية المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بل توجهها فقط إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بما في ذلك أماكن انتشار جماعات متطرفة».
وعن «اللجنة الدستورية»، أعرب لافروف عن تقدير بلاده لنهج بيدرسن وفريقه المعتمد على «تهيئة الظروف للمفاوضين لتطوير ثقافة الحوار والثقة في ما بينهم»، مضيفاً أنه «برغم عدم تحقق نتائج عظيمة بعد إنشاء اللجنة الدستورية، على خلاف ما كنا نأمل، فإننا سنبذل قصارى جهدنا لدعم الجهود التي يبذلها (بيدرسن) لتهيئة الظروف اللازمة للتقدم في الجولة المقبلة».
من جانبه، قال المبعوث الأممي إن تسوية الوضع في إدلب هي شرط أساسي لعودة اللاجئين إلى سوريا، مضيفاً في الوقت نفسه: «نتفهم التحديات عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لكننا حذرنا أيضاً مما نراه الآن، وهو ثمن مرتفع للغاية يدفعه المدنيون».
ولفت بيدرسن إلى نزوح نحو 700 ألف شخص ومقتل أكثر من 1500 مدني، منذ نيسان الماضي، وفق قوله. وأكد أنه سيزور العاصمة السورية دمشق، الأربعاء المقبل، لإجراء محادثات مع الجانب الحكومي.