سيّرت القوات الروسية والتركية، اليوم وللمرة الأولى، دوريات مشتركة، في جزء من المنطقة الحدودية في شمال شرقي سوريا، في خطوة تعلن بدء المرحلة الثانية من تطبيق «اتفاق سوتشي» الأخير.الخطوة التي كان يُفترض أن تبدأ بعد إتمام انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من شريط حدودي بعمق 30 كيلومتراً، شاركت فيها عربات مدرّعة تركية عبرت الشريط الحدودي وانضمّت إلى قافلة عسكرية روسية. حيث استمرت الجولة الأولى قرابة 4 ساعات، قبل أن تغادر الآليات التركية الأراضي السورية.
وذكرت وزارة الدفاع التركية عبر «تويتر» أن وحدات برية وجوية شاركت في الدورية، في بلدة الدرباسية السورية الحدودية. وعرضت الوزارة صوراً لأربع مدرعات وجنود، يتفحّصون خريطة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني تركي قوله إن أربع مركبات روسية وطائرة مُسيّرة، شاركت أيضا في دورية اليوم التي أجريت في منطقة تقع على بعد 40 كيلومتراً شرقي رأس العين و30 كيلومتراً غربي القامشلي.
وأضاف المصدر أن الدوريات ستمتد بشكل أكبر على طول الشريط الحدودي وأنه سيتم استخدام الطائرات المُسيّرة للتأكد من إخلاء مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، المنطقة. وقال المصدر أيضاً إنه لم تحدث اشتباكات مباشرة مع القوات الحكومية السورية أثناء التوغل وإن أنقرة كانت تنسق مع موسكو لتجنب «الاشتباكات غير المرغوب فيها»، مضيفاً أن منطقتي تل تمر وعين عيسى خارج منطقة نشاط القوات التركية.
وخلال ليل أمس، أكدت وزارة الدفاع التركية أنها سلمت 18 عسكرياً في الجيش السوري إلى القوات الروسية بعدما وقعوا في يد فصائل في «الجيش الوطني» الذي تديره أنقرة، أثناء اشتباكات قرب بلدة رأس العين الحدودية.

خطوط روسية ــ تركية نشطة
بحث رئيس هيئة الأركان العامة التركية، يشار غولر، اليوم، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، آخر المستجدات في سوريا، وفق ما ذكر حساب القوات التركية على «تويتر». وبالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أنه «من المخطط أن يصل وفد عسكري روسي ثانٍ إلى أنقرة اليوم للتباحث حول الجوانب التكتيكية والفنية في إطار التفاهم الذي توصّل إليه البلدان في سوتشي يوم 22 تشرين الأول الماضي». وكان الوفد العسكري الروسي الأول، عقد مباحثاته مع الجانب التركي في أنقرة، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.


«بلدات للّاجئين»
بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده تعتزم إنشاء «بلدة أو بلدات للاجئين... في منطقة آمنة» بين تل أبيض ورأس العين ضمن مشروع ذكر الإعلام الرسمي أنه سيكلّف نحو 151 مليار ليرة تركية (26 مليار دولار)، اجتمع أردوغان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، صباح اليوم. وقال الرئيس التركي قبل الاجتماع، إنه سيطلب من غوتيريش الدعوة لاجتماع مانحين للمساهمة في تمويل خطط أنقرة وإعادة توطين اللاجئين السوريين في تلك المنطقة. ووفقاً لخطط قدمها أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، ستقوم تركيا بإعادة توطين نحو 405 آلاف شخص بين تل أبيض ورأس العين. وقال أردوغان إن الخطط نالت استحسان الزعماء في الجمعية العامة، لكنهم أحجموا عن تقديم أموال. وانتقد بشدة رد الفعل الدولي على قضية اللاجئين، معتبراً في تصريحات إعلامية أن «العقلية التي تعتبر قطرة النفط أغلى من قطرة الدم لا ترى أي شيء غير مصالحها الخاصة في سوريا وفي كل مكان من العالم».