مع اقتراب موعد تقديم الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي تقريره إلى مجلس الأمن عن مؤتمر «جنيف 2»، لا تزال واشنطن تتهم دمشق بإحباط هذا المؤتمر، بينما أشاحت الرياض وجهها عن المسار الدبلوماسي، طمعاً في تعزيز قدرات المجموعات السورية المسلحة. وفي هذا المجال نفى وزير الخارجية الباكستاني، سرتاج عزيز، معلومات مفادها أن اسلام اباد قد تزوّد المعارضة السورية بالأسلحة.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم اسلام، أنّ بلادها لا تؤمّن أسلحة لـ«كيانات» على غرار جماعات متمردة. وقالت إنّ «سياستنا على مستوى بيع الاسلحة تتطابق مع مبادئ شرعة الامم المتحدة» بهذا الخصوص.
وكانت مصادر قريبة من الملف قد أفادت بأنّ السعودية تجري محادثات مع باكستان لتزويدهم بالأسلحة المضادة للطائرات والمضادة للمدرعات الكفيلة بقلب التوازن على الارض.
في سياق آخر، اتهمت الولايات المتحدة السلطات السورية بتقويض مفاوضات جنيف من خلال اعتقالها اقرباء مندوبين شاركوا في وفد المعارضة لى «جنيف 2».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، «ندعو النظام إلى اطلاق جميع الذين اعتقلوا على نحو تعسفي على الفور، ومن دون شروط»، معربة عن «استنكار» واشنطن لذلك. ورأت أنّه «يجب السماح لوفد المعارضة بالعمل في شكل آمن من اجل عملية الانتقال السياسي».
ومن بين الذين جرى اعتقالهم محمود صبرا، شقيق المحامي محمد صبرا العضو في وفد المعارضة إلى جنيف. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن دمشق أعلنت أنّ بعض الاعضاء الذين شاركوا في هذه المحادثات «ارهابيون»، وجرت «مصادرة املاكهم».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «ايتار ـ تاس» الروسية عن مصدر مطلع في الأمم المتحدة قوله، إنّ المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، ينوي تقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي عن مؤتمر «جنيف 2» بتاريخ 13 آذار.
من جهته، أكد الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة، مارتين نيسيركي، أنّ كلمة الإبراهيمي في مجلس الامن «ستكون بعد أسبوع من اليوم (أمس)... لا استطيع أن أحدّد تاريخاً محدداً».
في سياق آخر، دان «الائتلاف» السوري المعارض، أمس، ما وصفه بـ«الفعل الجبان» الذي ارتكبته «قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله بحق مدنيين خاطروا بحياتهم هرباً من الجوع والقتل العشوائي الذي يمارسه النظام ضدهم في العتيبة في الغوطة الشرقية»، داعياً إلى فتح تحقيق دولي في «المجزرة».
كذلك اتهم رئيس «الائتلاف»، أحمد الجربا، حزب الله بتهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، تحت غطاء ومساندة الحكومة السورية. وقال، في بيان له، إن «حزب الله قال في بيانه حول الغارة الإسرائيلية سيكون الرد في الزمان والمكان المناسبين، وهذه نفس ردود نظام الأسد منذ أكثر من ثلاثين عاماً». وأوضح الجربا «أن حزب الله وميليشياته التي تقاتل الشعب السوري ليست إلا أداة قتل وإجرام وتقوم بتهريب السلاح بحجة محاربة إسرائيل، لكن أصبح واضحاً للعالم كله أنها تقاتل الشعب السوري والشعب اللبناني التواقين للحرية والديمقراطية والحياة المدنية».
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لإزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد كاغ في دمشق، حيث أكّد التزام بلاده تعهداتها، آخذة في الاعتبار عدم تسييس عملية ازالة الكيميائي ومراعاة الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد. وتناول الحديث التقدم الذي تحقق في برنامج إزالة الأسلحة الكيميائية وسبل استمرار تعزيز التعاون القائم بين سوريا من جهة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة من الجهة الأخرى.
بدورها، أشادت كاغ بالتعاون السوري والتقدم المحرز في تنفيذ البرنامج، وأعادت تأكيد استمرار استعدادها وطاقم البعثة لبذل كل الجهود في سبيل نجاح هذه المهمة، وتلبية متطلباتها. وكانت كاغ قد أعلنت أنّه جرى اخراج الشحنة الرابعة للسلاح الكيميائي السوري، وتحديداً مكونات غاز الخردل.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)