الجولاني: لن نتموضع في مكان بحسب رغبة الأعداء أو الأصدقاء
من أبرز المواقف التي خرجت عن الجولاني في مؤتمره الصحافي، تأكيده أن «تحرير الشام» لن تسحب أفرادها وسلاحها من المنطقة «المنزوعة السلاح» المفترضة، وأنها «لن تتموضع في مكان بحسب رغبة الأعداء أو الأصدقاء»، وتوعّده بالسيطرة على المناطق التي دخلها الجيش السوري خلال جولة المعارك الأخيرة. كذلك، أشار إلى أن الهيئة «لن توافق طوعاً على إدخال أي جندي روسي إلى المُحرر، وإذا أراد الدخول عسكرياً، فسننال شرف صدّ محاولة دخوله»، مشدداً على أن «تحرير الشام ليست طرفاً في أستانا... وربط وقف إطلاق النار بأستانا هو ربط خاطئ». ومن بين المواقف البارزة التي تناقلها عدد محدود من الصحافيين المتابعين لمؤتمر الجولاني، كان تأكيد الأخير عدم اعتراض «الهيئة» على حركة التبادل التجاري عبر الطرق الدولية مع مناطق سيطرة الحكومة السورية. ولم يرد هذا التفصيل في ما نقلته مثلاً «وكالة إباء» التابعة لـ«تحرير الشام»، علماً بأن الوكالة لم تنقل نصاً واضحاً للتصريحات، واكتفت بنشر سلسلة من المواقف. ولا يبدو تموضع الجولاني الحالي بعيداً عن سياسته المعتادة في الجمع بين العمل مع الجانب التركي والتنظيمات «القاعدية»، وفق صيغة تحافظ على مكانة «تحرير الشام» في القطاعين العسكري و«المدني الإداري».
وبينما تبدو الهدنة صامدة نسبياً حتى اليوم، مع وجود قصف مدفعي وجوي محدود تحرّكه الحاجة الميدانية، ينتظر معرفة الخطوة المقبلة لضامنَي «اتفاق سوتشي» الروسي والتركي، والتي تعتمد بشكل رئيس على التزام أنقرة بالعمل على إنفاذ بنود الاتفاق. وكان لافتاً غياب التصريحات التركية الرسمية في هذا الشأن، لصالح الحديث عن شرقي الفرات و«المنطقة الآمنة» المفترضة هناك. ومجدداً، خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بلهجة أكثر حدّة ووضوحاً، ليقول إن بلاده أبلغت روسيا وأميركا أنها ستقوم بعملية عسكرية في شمال شرق سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية. ويستبق تصعيد أردوغان وصول وفد عسكري أميركي اليوم إلى أنقرة، لاستكمال مسار المحادثات حول «خريطة منبج» وملف «المنطقة الآمنة»، والذي شهد تعثّراً في الجولة الماضية قبل أقل من عشرة أيام.