تكثّف القصف على بلدتي الهبيط وعابدين شرق كفرنبودة
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الجيش لن يجمّد تحركه عند كفرنبودة، إذ لم يتوقف التمهيد المدفعي والجوي على المناطق المحاذية لها من جهة الشرق، ولا سيما بلدتي عابدين والهبيط. ومن شأن استمرار القصف وكثافته أن يمنعا تثبيت أي خطوط دفاع قوية هناك، ما يسهّل أي محاولة مرتقبة لتقدم الجيش نحو خان شيخون. وفي المقابل، تعتمد الفصائل المسلحة (ولا سيما «الجبهة الوطنية للتحرير») بشكل كبير على الصواريخ المضادة للدروع وراجمات الصواريخ. ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤولين» في المعارضة السورية قولهما إن تركيا أمدّت المسلحين بأسلحة «جديدة» خلال الفترة الماضية. وأضافت الوكالة نقلاً عن المسؤولين أن أنقرة زادت الإمدادات العسكرية بعد إخفاقها في إقناع روسيا في اجتماعات «مجموعة عمل مشتركة» جرت أخيراً، بضرورة إنهاء التصعيد لتفادي تدفق كبير للاجئين إلى تركيا، وفق تعبيرها. وحول هذا التوجه التركي، أفادت «رويترز» بأن «مصدراً مخابراتياً غربياً» لفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية «أعطت الضوء الأخضر» لـ«مقاتلي المعارضة المعتدلين» المدعومين من تركيا لاستخدام صواريخ «تاو» التي كانت «مخزنة». ويتقاطع ما سبق مع أنباء تناقلتها أوساط معارضة عن نشاط بعض «برامج الدعم العسكري» الدولي لعدد من الفصائل المسلحة في الشمال السوري.
ويتوازى التصعيد الميداني مع مزيد من التجاذبات الروسية ــــ التركية، التي انعكست عبر التطورات الأخيرة. ففي اليومين الماضيين، جرى الحديث عن تعزيز القوات الروسية مواقعها في بلدة تل رفعت ومحيطها، ونشر وحدات عسكرية جديدة، وهو ما غاب تقريباً قبيل انطلاق موجة التصعيد الميداني الأخيرة. وكانت تلك المنطقة قد شهدت مناوشات ميدانية عنيفة أخيراً، كان أبرزها هجومٌ فاشل للفصائل المسلحة بدعم تركي على القرى الواقعة الى الشمال الغربي من تل رفعت.