صدّ الجيش السوري هجوماً معاكساً شنّته الفصائل المسلّحة على عدة محاور في ريف حماة الشمالي الغربي، خلال الساعات الأولى من مساء أمس. وتركز الهجوم على محور بلدتَي الحماميات والجبين، انطلاقاً من محيط اللطامنة وكفرزيتا، بالتوازي مع تسخين الجبهات المحيطة ببلدة كفرنبودة. وخلال الموجة الأولى من الهجوم، دفع المسلحون بعدد كبير من المدرعات والعربات في محاولة لكسر خطوط دفاع الجيش والسيطرة على الحماميات والتل الملاصق لها، والذي يعدّ موقعاً متقدماً يساعد على التحرك باتجاه بلدة كرناز غرباً.وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الهجوم على هذا المحور لم يكن خارج حسابات الجيش، وهو ما زاد من فاعلية التغطية المدفعية ومضادات الدروع، التي تمكنت من إعطاب عدة آليات للفصائل المسلحة. وتولّت حسابات تتبع «الجبهة الوطنية للتحرير» و«غرفة عمليات فتح دمشق»، على وسائل التواصل الاجتماعي، نقل مجريات المعارك، وروّجت لسقوط الحماميات وتلّها، إلى جانب الجبين، منذ انطلاق الهجوم، وهو ما نفته مصادر الجيش الميدانية بشكل سريع. وحتى وقت متأخر من مساء أمس، لم تتغير خريطة السيطرة الميدانية في ريف حماة الشمالي، مع تمكّن الجيش من احتواء الموجة الأولى من الهجوم المضاد، وتولّي سلاحَي المدفعية والجو مهمة استهداف خطوط إمداد المسلحين ومواقعهم في اللطامنة وكفرزيتا.
وكان الجيش قد سيطر، خلال نهار أمس، على بلدات الشيخ إدريس والتوبة والجابرية وتل هوّاش في ريف حماة الشمالي الغربي، مُوسِّعاً بذلك نطاق سيطرته في محيط كفرنبودة وقلعة المضيق.