تسعى الإدارة الأميركية لتنسيق انسحابها من سوريا، مع «حلفائها» في أنقرة وتل أبيب. القرار الأميركي المفاجئ، القاضي بالانسحاب الكامل من سوريا، أحدث صدمة لدى جميع الأطراف المتداخلة في الحرب السورية، إذ أعاد الجميع، رسم خططهم وتقديراتهم في شأن الملف السوري، وخصوصاً الأتراك، المعنيين بما يحدث شمالاً، ثم العدو الإسرائيلي الذي يحتاج إلى الوجود الأميركي في سوريا، كغطاء ودعم لأنشطته العسكرية والسياسية ضد إيران وحلفائها.وفي إطار «التنسيق» بين الولايات المتحدة، وحلفائها في المنطقة، في ما يتعلّق بالانسحاب من سوريا، يجري مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، زيارة إلى تركيا وإسرائيل، اليوم، برفقة المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، ورئيس الأركان جوزف دانفورد، بهدف التنسيق بشأن انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، كما أورد في تغريدة له على موقع «تويتر». وسيبحث مع «الشركاء والحلفاء كيفية العمل على منع عودة تنظيم داعش»، و«مكافحة السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة»، بحسب تعبير بولتون. وكان بولتون، قد أعلن قبل أيام أنّه سيجري زيارة إلى تركيا في كانون الثاني/ يناير. الإعلان جاء بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والأميركي دونالد ترامب، تطرّقا فيه إلى الملف السوري. ووصف ترامب الاتصال بـ«المثمر»، مشيراً إلى أنه بحث مع أردوغان «مكافحة تنظيم داعش»، و«الانسحاب المنسّق بشكل عالٍ للقوات الأميركية من سوريا».


وأكّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، أن قرار ترامب واضح في شأن سحب القوات من سوريا، مضيفاً أنّ «جنودنا سيخرجون من هناك». ولكنّه أعلن أن الولايات المتّحدة تسعى إلى «ضمان ألّا يقتل الأتراك الأكراد»، في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا. وقال بومبيو لموقع «نيوزماكس» الإخباري الأميركي المعروف بقربه من المحافظين، إنّ «الأهمية هي لضمان ألّا يقتل الأتراك الأكراد، ولحماية الأقليّات الدينية في سوريا. كلّ هذه الأمور لا تزال جزءاً من المهمّة الأميركية». ورفض الوزير الأميركي كذلك الإعلان عن الجدول الزمني المقرّر لسحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا، وذلك «كي لا يعرف خصوم الولايات المتحدة متى بالتحديد سينسحب الجنود الأميركيون»، من الأراضي السورية.