بعد لقاء جمعهم بالمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، قال وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، اليوم، إنهم يتوقّعون أن تجتمع اللجنة الدستورية السورية الجديدة في مطلع العام القادم، وأن تنطلق عملية سلام سياسية قابلة للتطبيق. وفي بيان مشترك تلاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع الوزراء الثلاثة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص، قالوا إن «عمل اللجنة الجديدة ينبغي أن يحكمه إدراك للحلول الوسط والحوار البنّاء». بموازاة ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا اليوم، بعد انتهاء اجتماعه مع وزراء خارجية الدول الثلاث، إنه «لا يزال ينبغي عمل المزيد في الجهود الماراثونية لضمان تشكيل لجنة دستورية متوازنة وشاملة وجديرة بالثقة». وأضاف دي ميستورا في مؤتمر صحفي أنه سيرفع تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غداً، وإلى مجلس الأمن يوم الخميس المقبل، وأنه «يتوقع أن يستكمل خليفته جير بيدرسن عمله ابتداءً من السابع من يناير كانون الثاني». وقال دي ميستورا: «ينبغي بذل المزيد من الجهد، لكننا نقدّر بالتأكيد العمل المكثف الذي أُنجِز».

استكمال التحضيرات التركية
من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي كامل استعداداته لـ«عملية شرقيّ الفرات». وقالت صحيفة «يني شفق» التركية، إن «قائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل متين تمل، سيكون مسؤول عملية شرقيّ الفرات»، وهو نفسه الذي تولى قيادة عملية «غصن الزيتون»، في عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، مطلع العام الجاري. وحسب مصادر عسكرية تركية، تنقل عنها «يني شفق»، فإنّ «عملية شرقيّ الفرات ستمشي وفق خطة تبدأ بضرب أهم الأهداف، وتتمثل هذه الأهداف في أبراج المراقبة قرب الحدود السورية ــ التركية، التي بدأت القوات الأميركية مغادرتها وتسليمها لوحدات حماية الشعب الكردية. وبعدها ضرب الأنفاق التي حفرتها الوحدات طوال الفترة الماضية». وحسب التحضيرات الآن، تقول يني شفق»، إنّ «ما بين 23 إلى 24 ألف جندي تركي، إضافة إلى مسلَّحي الجيش الحرّ، سيعبرون الحدود لدخول المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شرقيّ الفرات».
في غضون ذلك، التقى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، رئيس «المجلس الوطني الكردي» في سوريا، إبراهيم برو، ورئيس «مكتب العلاقات الخارجية» في المجلس، كاميران حاجو. وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية أن الطرفين تبادلا الآراء في «مجمل القضايا المتعلقة بالتسوية السورية، مع التركيز على تطور الأوضاع في شمال شرقي سوريا». وبحسب البيان، فقد أكد الجانب الروسي «تمسّك موسكو بوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها واحترام الحقوق المشروعة لجميع مكوّنات شعبها العرقية والدينية». كذلك نقلت مواقع كردية عن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، قوله إن قوة من «بيشمركة روج آفا»، (السوريين الموالين لكردستان العراق، ممن تلقوا تدريبات على يد البيشمركة الرئيسية في إقليم كردستان العراق) «دخلت الأراضي السورية الممتدة على الحدود السورية ــ التركية شرقيّ نهر الفرات، للإسهام في بسط الأمن في المنطقة»، على حدِّ وصفه. وأضاف جيفري أنَّ «البيشمركة دخلت المنطقة للإسهام في بسط الأمن، بالتنسيق معنا، وبعلم قسد»، وهو ما رفضته في وقت سابق أنقرة.
في سياق متصل، خففت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» من حدّة تصريحاتها السابقة بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة شمال شرقي سوريا ضدَّ «قسد»، التي قالت فيها إنَّ أي عملية هناك «غير مقبولة». وأكد المتحدث باسم «البنتاغون»، روب مانينغ، في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية، أن «التصريحات السابقة جاءت وفق ظروف ذلك التوقيت»، مشيراً إلى «تغير تلك الظروف في الميدان»، على حد تعبيره. وأضاف مانينغ في تصريحاته قائلاً: «بما أن الظروف المتعلقة بالتصريحات التي قمنا بها الأسبوع الماضي، متغيرة، فإن تصريحنا اليوم هو المقبول والمعمول به». وأضاف المتحدث: «صدرت أوامر بإنشاء نقاط مراقبة من قبل الوزير جيمس ماتيس، خصوصاً من أجل دحض المخاوف الأمنية لتركيا، حليفتنا في الناتو».
بوتين: الحرب على الإرهابيين مستمرة
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مجلس وزارة الدفاع الروسية، أن الأوضاع في سوريا تستقر تدريجاً، لكن «ما زالت العصابات تحاول الانقضاض». وقال بوتين: «بعد هزيمة مجموعات المسلحين الرئيسية، بدأ الوضع في سوريا يستقر تدريجاً. لكن العصابات تحاول الانقضاض». وأضاف الرئيس الروسي أن الحرب على الإرهابيين ستستمر، قائلاً: «أريد أن أؤكد أن الحرب على الإرهابيين، التي لا هوادة فيها، ستستمر، وسنقدّم الدعم اللازم إلى السوريين». وأشار بوتين إلى أن العسكريين الروس «يقومون بالمهمات الإنسانية وحفظ السلام على نحو جيد في هذه الجمهورية، ويساعدون في إحياء سوريا دولةً واحدة مستقرة وسالمة».