تتقدّم «قوات سوريا الديموقراطية» في منطقة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، على حساب تنظيم «داعش» الذي يتراجع أمام هجوم «قسد» المدعوم من «التحالف» والقوات الأميركية. الهجوم الذي امتد لأشهر من دون أن تحقق فيه «قسد» تقدماً ملحوظاً، يُظهر أن ظروفه قد تغيّرت في الأيام الأخيرة لمصلحة الأخيرة التي سيطرت على مستشفى بلدة هجين، بعد اشتباكات مع مسلّحي التنظيم. من جهة أخرى، فإنّ المساعي الإسرائيلية لـ«إصلاح» العلاقة مع موسكو في سوريا لم تتوقّف، إذ أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن لقاء قريب بين فرق التنسيق التابعة للجيشين الإسرائيلي والروسي في موسكو، قبل تحديد موعد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال نتنياهو، في مستهل جلسة «الكابينت» الأسبوعية صباح اليوم، «تحدّثت أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفقنا على لقاء بعثات التنسيق التابعة للجيشين قريباً كما يبدو في موسكو، قبل أن نحدّد موعداً للقاء بيني وبين الرئيس بوتين، كما اتّفقنا على أننا سنلتقي في ما بعد». وأضاف: «هذا يأتي بطبيعة الحال عقب المحادثات التي أجريناها في باريس وكانت مهمة جداً لضمان مواصلة التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي المستمر منذ سنوات». نتنياهو أردف قائلاً: «قلت للرئيس بوتين إنّنا سنستمرّ في سياستنا ولن نسمح لإيران بالاستقرار عسكرياً في سوريا، كما سنواصل العمل ضد الأسلحة الدقيقة في لبنان ونستكمل إحباط تهديد الأنفاق».
المحاولات الإسرائيلية للتقرّب من موسكو وإصلاح العلاقة معها في سوريا، يقابلها المزيد من التباعد والتصريحات العدوانية بين موسكو وواشنطن، إذ رفضت وزارة الدفاع الروسية مزاعم «الخارجية» الأميركية عدم وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في مدينة حلب الشهر الماضي، مؤكدة أن لدى الجانب الروسي «أدلة قاطعة بشأن هذا الهجوم». وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «بيان الخارجية الأميركية ليس إلا محاولة لتبرير الإرهابيين الدوليين الناشطين في إدلب، والمرتبطين برجال الإنقاذ المزيفين من الخوذ البيضاء، الذين أحرجوا باستفزازهم رعاتهم الغربيين». واعتبرت «الدفاع» الروسية بيان «الخارجية» الأميركية «محاولة فظّة للضغط على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهدف عرقلة إجراء تحقيق موضوعي». وأضافت أنّ اتهامات واشنطن لموسكو ودمشق «قد تكون تهدف إلى صرف انتباه المجتمع الدولي عن جرائم الطائرات الأميركية في شرق سوريا»، مشيرةً إلى أن الغارات الأميركية على بلدة هجين والمنطقة المحيطة بها «أدّت إلى مقتل عشرات المدنيين».
ومن منطقة الجزيرة شرقي الفرات، ندّدت فعاليات اجتماعية وأهلية وحزبية خلال وقفة احتجاجية في مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي بالوجود غير الشرعي للقوات الأميركية والتركية على الأراضي السورية، والذي «يشكل انتهاكاً للقوانين والاتفاقيات الدولية ومحاولة للنيل من الوحدة الوطنية الراسخة»، بحسب ما نقلت وكالة «سانا». واستنكر المشاركون في الوقفة «التدخل الأميركي والتركي السافر في الشؤون السورية، (وأدانوا) تدنيس وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير أرض الجزيرة». وأكد سكرتير اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي، فوزي درويش، أنَّ «زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هي تآمر على الشعب السوري لخلق الفتن».
«لحلٍّ سلمي في سوريا واليمن»!
دعا الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى «حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سوريا وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها».
في السياق ذاته، أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أنَّ قادة دول مجلس التعاون «أكدوا حرصهم على تعزيز دورهم في القضايا الإقليمية المهمة». وقال الجبير في مؤتمر صحافي أعقب لقاء قادة دول مجلس التعاون في دورته الـ39 في الرياض: «حرص المجتمعون (على) التأكيد على إيجاد حل سلمي للأزمات التي تعصف بالمنطقة، ومنها السورية واليمنية، وجددوا دعمهم للشعبين الشقيقين».