واصل «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، جرائمه بحق المواطنين السوريين، حيث نفذت طائرات تابعة لـ«التحالف» الذي يزعم محاربة تنظيم «داعش»، عدة غارات على الأحياء السكنية في قرية الشعفة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ما تسبّب بمقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً. وبينما تمعن قوات «التحالف الدولي» بقصف الأحياء والمناطق التي يسيطر عليها «داعش» في ريف دير الزور، بمعاونة القوات الكردية «قسد»، ترى موسكو أن «تضمين الأكراد في تحضير مسودة الدستور السوري يبعد التوجهات الانفصالية».وقد اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنّه يجب تضمين الأكراد السوريين بشكل أكبر في تحضير مسودة الدستور السوري، وذلك لـ«إبعاد التوجهات الانفصالية لديهم». وقال بوغدانوف، في تصريح لوكالة «سبوتنيك»، على هامش مؤتمر باليرمو من أجل ليبيا، في شأن رأيه بغياب جزء كبير من الأكراد عن عمل اللجنة الدستورية السورية، «السؤال الذي كان دائماً مطروحاً خلال العمل على الحل السياسي في سوريا هو من يمثل المصالح الكردية، لأنّه حين كان يجري النقاش سابقاً على المستوى السياسي وعن مسودات الدستور، كان المنطق الصحيح طبعاً هو تضمين الأكراد في هذا العمل وليس إبعادهم، وبالتالي تغذية المشاعر الانفصالية، وهذا كان موقفنا منذ البداية». بوغدانوف أوضح قائلاً: «لكن من ناحية أخرى لدى الأكراد للأسف اتجاهات سياسية كثيرة، بعضهم موجود في هيئة التفاوض السورية المعارضة التي تجمع المنصات الثلاث موسكو والرياض والقاهرة، وهناك حزب الاتحاد الديموقراطي وقسد التي تسيطر على أجزاء كبيرة بدعم من الولايات المتحدة، ولكن طبعاً هذا لا يترك فرحة كبيرة لدى السكان العرب المحليين أو دولة مثل تركيا، وطبعاً لا يعجب دمشق لأنه يعتبر خلق سلطة موازية».
في سياق متصل، أكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري، أن «اللجنة الدستورية» السورية، لن يتم تشكيلها «في عالم الخيال بل تقوم على الواقع ولهذا السبب، لا يحق لأي طرف أجنبي إملاء آرائه على عملية صنع القرار السوري ــ السوري هذه». وأضاف أنصاري في تصريح للصحافيين يوم أمس، على هامش لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أنَّ «لجنة الدستور السوري الجديد ستشكلها سوريا حكومة وشعباً وعلى الدول الأجنبية عدم التدخل في هذا الشأن». وتابع أنصاري بالقول إنَّ «الواقع السوري واضح تماماً، بما يستدعي إيلاء الاهتمام به في هيكلية لجنة الدستور الجديد لهذا البلد وبما يؤكد ضرورة ألّا تتولى أي دولة دور الشعب السوري، وعدم تجاهل الحقائق السائدة في الساحة السورية». وقال المسؤول الإيراني: «نحن نعمل جاهدين على تقديم الدعم لسوريا من أجل تيسير حصولها على نتيجة محددة من تشكيل لجنة الدستور الجديد، وذلك في إطار تقديم الاستشارات الديبلوماسية لها، ولكن سوريا حكومة وشعباً هي التي تؤدي الدور الرئيس في هذا الجانب».
من جهة أخرى، أكد وزير المصالحة السوري علي حيدر، خلال كلمة له في لجنة الموازنة والحسابات في مجلس الشعب السوري، أن العملية السياسية «معطلة حالياً»، في محافظة إدلب، «على رغم تأجيل العمل العسكري لأن الجانب التركي لم يقم بواجباته في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق سوتشي الثلاثي». وأضاف حيدر: «في المقابل لا تريد روسيا أن تكسر الجرة مع تركيا، لذلك تجد لها مبرّرات على أمل أن تنفذ تركيا الاتفاق، مؤكداً أن الثابت لدى موسكو عودة إدلب إلى الدولة السورية ومصرّة على هذا الموضوع».

ميدانيا، أحبط الجيش السوري خلال الساعات الماضية محاولات تسلّل مجموعات مسلحة باتجاه نقاطه العسكرية المنتشرة في عدد من القرى والبلدات في ريفي حماة وإدلب. وذكرت وكالة «سانا»، أن «قوات الجيش السوري المتمركزة في معسكر بريديج في ريف محردة الشمالي الغربي قصفت بالمدفعية الثقيلة مجموعات مسلحة متسللة من قرية الجنابرة باتجاه إحدى نقاطها في ريف حماة الشمالي وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب». وأضافت الوكالة أن «قوات الجيش المتمركزة في المصاصنة نفذت ضربات مركزة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات المسلحة على أطراف بلدتي معركبة ولحايا في ريف حماة الشمالي، أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين».