من مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود، التي احتضنت العديد من الاجتماعات الدولية حول سوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواقف عديدة بخصوص الملف السوري. وبعد يوم واحد على إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، نيّته ترك منصبه نهاية الشهر المقبل، أعلن اليوم مساعده يان إيغلاند نيته ترك منصبه نهاية الشهر المقبل أيضاً.

عناصر «الخوذ البيض» يغادرون الأردن

أعلن الأردن، أمس، أن نحو 300 من العاملين بالدفاع المدني (الخوذ البيض) وأسرهم الذين فرّوا من سوريا إلى الأردن، قبل نحو ثلاثة أشهر، غادروا البلاد لإعادة توطينهم في دول غربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية ماجد القطارنة، إن «279 من بين 422 شخصاً لجأوا إلى المملكة، قد غادروا... ومن المقرّر أن يغادر 93 آخرون بحلول 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قرب نهاية فترة الثلاثة أشهر التي سمحت لهم السلطات الأردنية بالبقاء في البلاد». وأضاف لوكالة «رويترز»، إن «رحيل مجموعة أخرى سيتأجّل أسبوعين حتى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، نظراً إلى أنهم يشملون أطفالاً حديثي الولادة وأشخاصاً يتلقون العلاج».

«ليست مشكلتنا»
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنَّ مسألة خروج إيران من سوريا «ليست مشكلة موسكو، وإنما على دمشق وطهران الحل والاتفاق». وقال خلال جلسة نقاش منتدى «فالداي» في سوتشي: «بخصوص إيران، هذه ليست مشكلتنا إقناع إيران بالانسحاب من الأراضي السورية، سوريا وإيران دولتان مستقلتان، يجب عليهما بناء علاقات مع بعضهما البعض». وأضاف بوتين: «نعم لدينا علاقة جادة وعميقة مع إيران وسوريا، علاوة على ذلك، خلال المناقشات والحوار مع الشركاء الإيرانيين، حلت بعض القضايا، بما في ذلك سحب أنظمة الأسلحة الهجومية من الحدود الإسرائيلية، من مرتفعات الجولان». وأشار الرئيس الروسي إلى أنه «بالنسبة إلى الانسحاب الكامل للقوات، فهذه قضية منفصلة، يجب حلّها في الحوار بين إيران وسوريا وإيران والولايات المتحدة، ونحن مستعدّون أيضاً للمشاركة في هذا الحوار».
وفي خطابه، أشار بوتين إلى أن «مسلّحين من تنظيم داعش يحتجزون نحو 700 رهينة في جزء من سوريا خاضع لسيطرة قوات تدعمها واشنطن وأعدموا بعضهم وتوعدوا بقتل المزيد».
وأضاف إن «من بين الرهائن عدداً من الأميركيين والأوروبيين». كذلك، لفت إلى أن «التنظيم يوسّع نطاق سيطرته على الضفة الشمالية لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة قوات أميركية وقوات تدعمها الولايات المتحدة». ولم يحدّد بوتين مطالب المسلحين، لكنه قال إنهم «أصدروا إنذارات ومطالب محددة وحذروا من أنهم سيعدمون عشرة أشخاص كل يوم إذا لم تتم الاستجابة لهذه الإنذارات. أعدموا عشرة أشخاص أول من أمس». وكانت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، قد ذكرت، يوم أمس، أن «مسلّحين من داعش احتجزوا نحو 700 رهينة في محافظة دير الزور في سوريا، بعد مهاجمة مخيّم للاجئين في منطقة خاضعة لسيطرة قوات مدعومة من واشنطن يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول». وقالت الوكالة إن «المسلّحين خطفوا نحو 130 أسرة وأخذوهم إلى مدينة هجين».
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أنَّ «موسكو تأمل الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار في سوريا بعد الانتخابات في البلاد». وقال في مقابلة مع «يورونيوز»: «نأمل أن ينتهي كل ما يحدث، وأن تنتخب سوريا قيادتها وتنتقل إلى مرحلة إعادة الإعمار، وأنّ تتغير بعض القواعد ويفعل الحوار الوطني، والهدوء يمكن أن يعود إلى الأرض السورية نتيجة لكل هذا». وأكد مدفيديف جاهزية روسيا للمساعدة في «تطوير الحوار السوري الداخلي وتسوية الأوضاع داخل البلاد».

يان إيغلاند يلتحق بـ«رئيسه»
أعلن مساعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، نيّته ترك منصبه نهاية تشرين الثاني/ نوفومبر. وقال في مؤتمر صحافي: «قرّرت ترك منصبي في تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما يمدد عقدي، وهذا من باب الصدفة أنَّ دي ميستورا أيضاً يغادر منصبه نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وأتمنى أنّ يستمر العمل بعد رحيلنا». كذلك، رحَّب إيغلاند بإعطاء روسيا وتركيا «وقتاً إضافياً لتنفيذ اتفاق إدلب في سوريا». وذكر أنَّ «الروس والأتراك أشاروا إلى أنَّ وقتاً إضافياً سيعطى لتنفيذ اتفاقية إدلب، وسيكون هناك وقت للدبلوماسية، وهذا مريح بالنسبة إلينا».
وفي تلميح إلى «اللاأسف» الروسي على رحيل دي مستورا، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أنَّه «لم تكن جميع الإجراءات في سوريا فعالة، لكن الكرملين يتطلع إلى دفع عملية التسوية». وقال بيسكوف للصحافيين: «الاتصالات مع دي ميستورا كانت مستمرة، لكن لا يمكن أنّ نعتبر أن كل ما فعله كان فعّالاً، لكن في كل الأحوال نأمل أن تستمرّ التسوية السياسية في سوريا، لأنَّه لا يوجد بديل لذلك».