رغم انقضاء المهلة المقرّرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق الروسي ــــ التركي، يصرّ طرفا الاتفاق على أن الوقت والمهل الزمنية المقررة مسبقاً، يمكن تجاوزها في سبيل تطبيق الاتفاق. الكرملين أعلن أن الاتفاق لا يزال «قيد التنفيذ»، فيما أكّد وزير الخارجية التركي أنه «عملية مستمرة». وكما يصرّ طرفا اتفاق إدلب على المضي فيه حتى لو تجاوز مهله الزمنية، تسعى أنقرة إلى الاستمرار بالعمل بموجب «خريطة الطريق» التي اتفقت مع واشنطن عليها، بخصوص منطقة منبج في الشمال السوري، رغم ما يشوبها من عراقيل، وإمكانية تجاوز «المهل» أيضاً.اليوم، أعلن الكرملين أن الاتفاق الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا «قيد التنفيذ»، على الرغم من انقضاء 24 ساعة على المهلة المحدّدة لتطبيقه من دون انسحاب الفصائل «الإرهابية» من المنطقة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه «بالاستناد إلى المعلومات التي نحصل عليها من عسكريينا، يتم تطبيق الاتفاق، وجيشنا راضٍ عن الطريقة التي يعمل بها الجانب التركي». وأضاف: «بالتأكيد، لا يمكننا انتظار أن يحصل كل شيء من دون عوائق، لكن العمل جار». وبعد وقت قصير، أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه «لا توجد أي مشكلة في ما يتعلق بسحب السلاح الثقيل، ولا يبدو أن ثمة مشكلة إزاء انسحاب بعض المجموعات المتطرفة من هذه المنطقة... بالتأكيد، إنها عملية مستمرة».

في سياق مختلف، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة «ستتولى بنفسها فعل ما يلزم، في حال استمرار مماطلة الجانب الأميركي في تنفيذ خريطة الطريق»، بشأن إخراج عناصر الوحدات الكردية من منبج السورية. جاء ذلك في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب «العدالة والتنمية»، اليوم، حيث تطرق إلى خريطة الطريق، المتفق عليها مع الأميركيين. ولفت إردوغان إلى أن «القوات التركية والأميركية تقومان بتدريبات معاً حالياً تمهيداً لتسيير دوريات مشتركة في منبج غربي نهر الفرات». وأضاف إردوغان: «للأسف، لا نستطيع القول حالياً إنه جرى الالتزام بمهلة الـ 90 يوماً. وفي حال عدم التطبيق، فإننا نعلم كيف نتولى بأنفسنا فعل ما يلزم، وسنقوم بما يقتضيه ذلك».
وفي ظل المساعي الحثيثة لتطبيق الاتفاقات الموقعة، وتجنّب المزيد من المعارك العسكرية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن المبعوث الخاص للشؤون السورية، جيمس جيفري، يعتزم التوجه إلى تركيا وقطر والسعودية، لإجراء محادثات بشأن سوريا. وبحسب البيان الصادر عن الوزارة، فإن المسؤول الأميركي سيقوم بجولة تستمر من 15 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، لإجراء مباحثات مع مسؤولي الدول المذكورة. وذكر البيان أن جيفري سيلتقي في محطته الأولى في تركيا، عدداً من المسؤولين الحكوميين، إلى جانب زعماء المعارضة السورية، وجماعات المجتمع المدني السوري. وتابع أن جيفري «سيؤكد خلال هذه المباحثات التزام الولايات المتحدة بتحقيق تسوية سياسية في سوريا، وبتهيئة الأرضية من أجل كل الحلول التي تتواءم مع قرار مجلس الأمن الرقم 2254».