بعد إغلاق تامّ دام حوالى ثلاث سنوات، يعود معبر نصيب/ جابر الحدودي (محافظة درعا)، بين سوريا والأردن، إلى العمل ابتداء من يوم غد الاثنين، وفق اتفاق بين الحكومتين وُقّع أخيراً. وبعد اجتماع عقد اليوم في مركز جابر الحدودي، وضعت فيه اللجان الفنية السورية ــــ الأردنية، اللمسات الفنية الأخيرة على الآلية التي سيجري العمل بها في المعبر، أعلن كلا الطرفان إعادة افتتاح المعبر ابتداء من يوم غد. يجري افتتاح المعبر، في وقت تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية لمحاولة إصلاح العلاقات السورية ــــ الأردنية التي أصابها الكثير من التأزم خلال سنوات الحرب السورية.

دمشق وبغداد: للتسريع في فتح المعابر

بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، التنسيق القائم بين سوريا والعراق، في جهودهما لمكافحة الإرهاب وضرورة الإسراع بإعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين. كما قال وزير الخارجية العراقي خلال اللقاء أن «قيادة العراق وشعبه لن ينسيا ما قدمته سوريا للشعب العراقي في الأزمات، والعراق مستمر بالوقوف إلى جانب سوريا، ويتطلع إلى الإرتقاء بمستوى التنسيق والتعاون إلى أعلى المستويات، وعودة العلاقات الإقتصادية والتجارية بشكل أقوى مما كانت عليه»

وقد أعلن وزير الداخلية السوري اللواء محمد ابراهيم الشعار، أنه «تم الاتفاق مع الجانب الأردني على إعادة فتح معبر نصيب جابر الحدودي بين البلدين اعتباراً من يوم غد الاثنين». وأوضح الشعار أن «اللجنة الفنية السورية الأردنية اجتمعت اليوم في مركز جابر الحدودي على الحدود السورية الأردنية، وتم الاتفاق على الترتيبات والإجراءات الخاصة لإعادة فتح معبر نصيب/ جابر بين البلدين». وعلى الجانب الآخر، أعلنت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، فتح معبر جابر/ نصيب الحدودي يوم غد. وأشارت غنيمات إلى أن اللجان الفنية الأردنية السورية، «اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة لإعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد اليوم الأحد في مركز حدود جابر»، وأضافت غنيمات إن «الاجتماعات أفضت إلى الاتفاق على فتح المعبر اعتباراً من يوم غد الاثنين الموافق الخامس عشر من تشرين الأول».

وينص الاتفاق على أن تُستأنف حركة النقل البري للركاب والبضائع، بموجب أحكام اتفاقية النقل البري الموقعة بين البلدين عام 1999، في حين يخضع سائقو الشحن والمركبات العمومية للإجراءات الحدودية فقط. وبخصوص الإجراءات الجمركية، طلب الجانب السوري اعتماد مندوب على الجانب الأردني لاستكمال عمليات التفتيش نظراً إلى افتقار المعبر إلى أدوات التفتيش، وستعتمد طبيعة العمل على الوقت، أي من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وليس على عدد المركبات أو المسافرين. ويمكن لمواطني البلدين التنقل عبر معبري جابر ونصيب، على أن يحصل القادمون إلى الأردن على موافقة أمنية مسبقة، التي لا حاجة لها لدى القادمين إلى سوريا. كذلك، أكدت الوزيرة الأردنية أن «معبر جابر/ نصيب الحدودي بين البلدين الشقيقين يعد شرياناً حيوياً لحركة التجارة بين الأردن وسوريا، وعبرهما إلى العديد من الدول». لكن نائل الحسامي، المدير العام لغرفة صناعة عمان، قال في تصريح لوكالة «رويترز»، إنه «رغم فتح المعبر رسمياً غداً الاثنين، فإن الحركة المنتظمة عبره لن تكون متاحة الآن». وتشير المعلومات، في هذا الإطار، إلى أن الأمور هناك تحتاج إلى وقت أطول للعودة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لكن المعبر فتح، وهذه الخطوة الأولى إلزامية لعودة الحركة الطبيعية للمعبر.

وكانت قوات الجيش السوري قد استعادت السيطرة، في تموز الماضي، على المعبر الحدودي الذي سيطرت عليه المجموعات المسلّحة قرابة ثلاث سنوات، ومباشرةً عملت الجهات الرسمية في دمشق على البدء بالورشات الفنية وأعمال الترميم في المعبر، وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا، إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين. وشكل إغلاق معبر جابر في نيسان/ ابريل 2015، ضربة موجعة لاقتصاد الأردن الذي سجّل التبادل التجاري بينه وبين سوريا عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجياً بسبب الحرب. وكانت الحدود مع سوريا، قبل الحرب، شرياناً مهماً لاقتصاد الأردن، إذ كانت تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا، وتستورد عبرها بضائع سورية وأخرى من تلك الدول، فضلاً عن التبادل السياحي بين البلدين. وبخلاف هذا المعبر المنوي استكمال العمل به غداً، فإن الحدود مع لبنان هي الحدود السورية الوحيدة التي تسير عبرها الحركة بانتظام، أما حدودها مع تركيا فهي مفتوحة فقط إلى مناطق يسيطر عليها المسلّحون. كذلك، يوجد معبر حدودي بين سوريا والعراق، لكنه مفتوح لأغراض حكومية وعسكرية فقط.