يفتقدُ أحمد اسكندراني أصدقاءه. ينظرُ يميناً وشمالاً فلا يرى إلا مقاعد خالية من شركاء الفرقة الموسيقيّة. أجبرت ظروف الحرب عدداً كبيراً من الموسيقيين السوريين على السفر، وتناقصت أعداد عازفي الناي المحترفين، حتى باتوا يحصون على الأصابع في كامل دمشق. يقول ابن مدينة حلب: «أشعر بالوحدة، أصابعي تتلوّى على الناي، فيخرجُ الصوت أنيناً من ثقوبه السوداء».تدرّج الموسيقي الثلاثيني في معهد «شبيبة الثورة» الموسيقي في حلب، وغدا في ما بعد مُدرِّساً في معهد «شبيبة دمشق».
شارك اسكندراني في كرنفالات ضخمة في كلّ من قبرص والمغرب والعراق والأردن، وعاد إلى دمشق مُجدّداً. كانت له إسهامات في عزف الموسيقى التصويرية لأعمال سورية وعربية مع موسيقيين شهيرين مثل سمير كويفاتي وطارق الناصر وليال وطفة وسعد الحسيني وفادي مارديني. كذلك ألّف الموسيقى التصويرية لفيلم «كفى»، سيناريو فادية جبريل، وإخراج فادي سليم.
يقول: «الموسيقي في بلادنا مظلوم دائماً ولا ينالُ حقّه المادي أو المعنوي، مع ذلك لا يحلو العزف إلا في دمشق وأمام رفاقي وأصدقائي وإخواني». لم يتوقّف أحمد عن العزف والتأليف طوال سنوات الحرب، لأن «الموسيقى تُحيّي الشهداء». يقول: «ماتوا كي نبقى. الحرب موت، والموسيقى حياة».