يستمر الجيش السوري في توسيع سيطرته في المنطقة الجنوبية، فبعدما سيطر على كامل الحدود مع الأردن، باستثناء كيلومترات عدّة يسيطر عليها فصيل موالٍ لـ«داعش» في حوض اليرموك، ها هو اليوم يبسط سيطرته على الحدود مع الجولان المحتل، ويزيد منها على طول الشريط الحدودي يوماً بعد يوم. وفي موازاة ذلك، تعرض أحد مواقع الجيش السوري في منطقة مصياف في محافظة حماة لعدوان إسرائيلي جوي.الموقع المستهدف هو مركز البحوث العلمية ومعامل الدفاع في قرية الزاوي (14 كلم شمال مصياف)، وتم استهدافه بخمسة صواريخ، من دون الإعلان عن وقوع إصابات. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال قبل العدوان بوقت قصير، إن «إسرائيل لن تكف عن التحرك ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً في سوريا»، وذلك عبر تغريدة له على موقع «تويتر».

أخيراً، تمكّن الجيش السوري من فرض حصار كامل على المسلحين الموالين لـ«داعش»، في منطقة حوض اليرموك، باستثناء جهة الجولان المحتل، بالإضافة إلى البدء باستهدافهم مباشرة. ومنذ يوم أمس، تجري اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش وعناصر التنظيم، في محاولة لتقدم الجيش إلى تل جموع في جنوب غرب مدينة نوى في الريف الشمالي الغربي لدرعا، التي دخلها الجيش السوري بعدما تمّ إخراج المسلّحين الرافضين للتسوية منها أمس، وأعلنها منطقة خالية من الإرهاب. ووفق وكالة «سانا»، فقد «تم التوصل بعد ظهر اليوم إلى اتفاق يقضي بتسوية أوضاع جميع أفراد المجموعات المسلحة المنتشرة في مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إخراج 250 مسلحاً ممن رفضوا التسوية مع عائلاتهم، وذلك بواسطة 20 حافلة إلى شمال سوريا». وأفادت الوكالة بأن «من المقرر أن يتم البدء بتسوية أوضاع المسلحين في وقت لاحق ليكونوا قوات رديفة للجيش السوري في حربه على من تبقى من إرهابيي داعش وجبهة النصرة في ريف درعا». وبالتوازي مع دخول عدة حافلات من ممر قرية أم باطنة إلى قرية القحطانية في ريف القنيطرة الجنوبي، لاستكمال عملية إخراج المسلحين الرافضين للتسوية لليوم الثالث على التوالي، قامت المجموعات المسلحة في مدينة القنيطرة بحرق ملجأ كان تابعاً لقوات حفظ السلام الدولية (UNDOF) داخل المدينة، كانوا قد استخدموه خلال السنوات الماضية كمخزن للسلاح. ومن المقرر أن يتبع هؤلاء المسلحون رفاقهم الذين سبقوهم الى الشمال السوري في الساعات المقبلة.
في سياق منفصل، أعلنت قاعدة حميميم الروسية، في اللاذقية غربي سوريا، أن دفاعاتها الجوية أسقطت خلال اليومين الماضيين طائرتين من دون طيار مجهولتي الهوية، حاولتا الاقتراب من القاعدة. وأعلن ممثل قاعدة حميميم، في بيانٍ، أنَّ «طائرات دون طيار اقتربت مرتين من قاعدة حميميم في سوريا وتم تدميرها بواسطة مضادات طيران». وجاء في البيان: «في بداية الليل، رصدت وسائل الدفاع الجوي الروسية لقاعدة حميميم هدفاً صغير الحجم، طائرة دون طيار مجهولة، على مسافة بعيدة، كانت تقترب من المنشأة العسكرية الروسية، وتم تدمير الهدف بواسطة وسائل مضادة للطيران منشورة في القاعدة الروسية». في مقابل ذلك، كشفت تقارير صحافية عن تقديم تركيا ورقة من عدة بنود أطلقت عليها اسم «الورقة البيضاء» للحل في إدلب الى روسيا، بشأن الحل النهائي في منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم قرى تمتد من اللاذقية وحماة وحلب ومعظم ريف إدلب ومدينة إدلب. وتتضمن بنود «الورقة»، بحسب التقارير، إعادة التيار الكهربائي والمياه، وعودة المرافق الحياتية والخدمية، وفتح طريق حلب ــ دمشق، وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة. كذلك، دعت تركيا، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، جميع الفصائل والهيئات والتجمعات في شمال سوريا إلى مؤتمر عام يعقد خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل إدلب على ضوء التطورات الأخيرة في الجنوب السوري وفي كفريا والفوعة في محافظة إدلب. وأضافت المصادر للصحيفة، أن «تركيا ستطلب من جميع الفصائل المسلحة تسليم السلاح الثقيل والمتوسط لتقوم بجمعه وتخزينه لديها، على أن يتم الإعلان عن تأسيس ما يسمى الجيش الوطني من جميع الفصائل المسلحة».
شمالاً، حيث الوجود الأميركي، شرقي الفرات، قالت مصادر لوكالة الأناضول التركية الرسمية، إن «القوات الأميركية أنشأت سجناً ضخماً في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، لاحتجاز مسلحي تنظيم داعش الأجانب الذين ألقي القبض عليهم خلال العمليات العسكرية والأمنية في المنطقة». وأشارت المصادر، بحسب الوكالة، إلى أن «جميع العاملين في السجن من حرس ومشرفين ومحققين ومديرين هم من القوات الأميركية، يعملون بسريّة تامة، ويستقبلون معتقلين بشكل شبه يومي».