انعقاد الجلسة، التي وُصفت بـ«المهمة»، يأتي أيضاً في سياق التطورات الأخيرة التي تشير إلى موعد اقتراب الجولة العسكرية في الجنوب السوري من نهايتها، وهو أيضاً دليل على أنه كلما اقترب موعد التسويات السياسية، يعود موضوع هضبة الجولان ومطلب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليه، إلى الواجهة.
ورقة قدمها غولد خلال جلسة الاستماع (عن الويب)
جلسة «عاصمة إسرائيل»
وبالرغم من أن الموقع الإلكتروني «للمركز الأورشليمي» لم يتحدث عن تفاصيل جلسة الكونغرس، إلا أنه فصّل مناقشات جلسة شبيه عُقدت في تشرين الثاني من عام 2017، شارك فيها غولد أيضاً. وكان بشأن موضوع آخر هو نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أي قبل شهر على الاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وخلال النقاش الذي شارك فيه مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، وأعضاء في الكونغرس الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، قال غولد إن «من المستحيل أن تتنازل إسرائيل عن القدس. يجب فهم ذلك. هذا كان خيار إسرائيل، والقدس ستظل العاصمة لإسرائيل... أعتقد أن نقل السفارة هو الخطوة التي ستحدد إمكانية التوصل إلى حل سياسي».
وفي ذلك الحين، عبّر رون دي سانتس عن أهمية الحدث ، قائلاً إنه «منذ زمن بعيد لم يحضر هذا العدد من أعضاء الكونغرس مثلما حضروا اليوم (في نقاش نقل السفارة)». وخلال الجلسة، عبّر الأعضاء من كلا الحزبين عن دعمهم لإسرائيل، ولموقف الرئيس دونالد ترامب من نقل السفارة إلى القدس.
لافتات علّقت قبل وقت قصير من نقل السفارة الأميركية (توماس كيوكس - أ ف ب)
وخلال الجلسة نفسها أيضاً، شدد غولد أمام الحاضرين على أن مطلب نقل السفارة هو طلب تقدمت به الحكومات الإسرائيلية السابقة، وكذلك الحالية، معتبراً أنه يناقش الموضوع من منطلق أن ترامب حازم في موقفه (الموقف الأميركي كان ليس سؤالاً عن نقل السفارة من عدمه، وإنما متى ــ كما غرّد ترامب أكثر من مرة). وقد استغل غولد ذلك، معتبراً أن «الاعتراف الأميركي بالقدس، ليس إلا جزءاً من مسار سياسي طويل لانتزاع الاعتراف نفسه من كل دول العالم». وشدد على أن عدم الحصول على الاعتراف «ينطوي على مخاطر كبيرة، سياسية، وأمنية، وثقافية»؛ حيث يغذي ما أسماه «الفنتازيا (الخيال) في الشرق الأوسط بشأن دولة إسرائيل ووجودها المؤقت».
بعد ذلك، بيّن غولد العبر التاريخية التي استخلصت من قرار تقسيم فلسطين الانتدابية، في تشرين الثاني 1947، وإبقاء القدس تحت إشراف دولي. وأضاف أنه في ضوء ذلك كان «موقف الأمم المتحدة ضد التهجير الإثني، وتدمير المقدسات وغيره. هذه المواقف لم تعد مقبولة على إسرائيل».
وقد تابع في حينه، رئيس المركز الأورشليمي متحدثاً عن علاقة الفلسطينيين، بعد اتفاق أوسلو، بالأماكن المقدسة والديانات الأخرى، مثل كنيسة المهد في بيت لحم، وقبر يوسف في الضفة الغربية المحتلة، وأطلعهم على أعمال «الحركة الإسلامية» (بشقها الشمالي بقيادة، رائد صلاح) في المسجد الأقصى.
وفي ختام تلك المناقشات، شدد غولد على أن «الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل واشنطن، ونقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى هناك من شأنه تسريع عملية السلام والاستقرار الأمني في الشرق الأوسط»، كذلك طُلب من غولد في الجلسة التطرق إلى مسألة «العلاقات مع العالم العربي السني؛ وبحسب غولد فإن العالم السني سيتقرب من إسرائيل بعدما تُحل مشكلة إيران (التي تعتبر مصلحة مشتركة بين إسرائيل وبعض الدول العربية)».
تخصيص مساحة للحديث أو للتذكير بما حصل من مناقشات في جلسة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، من قبل موقع المركز، بدا كأنما هو تلميح إلى أن إسرائيل ستحصل على اعتراف أميركي مماثل يتعلق بالجولان... صحيح أنه لم يكن بالمباشر، ولكن يبدو أن ذلك سيكون «مسألة وقت» أيضاً.
من نقاشات منتدى فالداي