فخخ «داعش» أبرز الطرق الموصلة إلى مناطق تواجده في بادية السويداء
ولحين بيان حصيلة النشاط التركي والأممي، لا تزال الجبهات الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب تشهد هدوءاً حذراً، في انتظار مآل محادثات الدول الراعية للاتفاق، حول المنطقة. وبرز أمس تهديد جديد من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضد الحكومة السورية، متوعداً بأن «تبعات» أي تمركز للقوات الإيرانية في سوريا يهدد إسرئيل، سوف تطاول «نظام (الرئيس بشار) الأسد أيضاً». وأتت هذه التصريحات مع تأكيد روسي من قبل الرئيس فلاديمير بوتين، بأن قوات بلاده لا تخطط لانسحاب قريب من سوريا، على رغم أنها ستكون قادرة على «تنفيذ انسحاب سريع في أي وقت تريده».
وبالتوازي، نشّط الجيش السوري جبهة جديدة في المنطقة الجنوبية، في ما يبدو أنها ستكون معركة مكمّلة لأي تحرك مفترض في الجنوب. وبعد أيام على التمهيد الناري وحشد التعزيزات في ريف السويداء الشرقي، تحرك الجيش للسيطرة على منطقة ينتشر فيها عناصر «داعش» الذين تم إخراج معظمهم من مخيم اليرموك والحجر الأسود، فيما وصل الباقون عبر البادية ومن محيط التنف. العمليات انطلقت هناك بعدما استهدف سلاح الجو أبرز المواقع التي يتمركز فيها عناصر التنظيم، غرب تل الصفا وصولاً إلى مشارف قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي. وبدأت صباحاً من محيط قرية الساقية، باتجاه منطقتي الأشرفية وبئة العورة، ومن محيط تل أصفر باتجاه منطقة الحصى. وبينما استمر القصف المدفعي والجوي، صباح أمس، لم تشهد الساعات الأولى للتقدم أي اشتباكات واسعة مع «داعش»، الذي انسحب عناصره من المناطق المكشوفة باتجاه التلال الوعرة، بعد تفخيخ معظم الطرق المؤدية إلى تلك المواقع. ويفترض أن تتواصل العملية من دون عُجالة من جانب الجيش، حتى تصفية أكبر عدد من عناصر التنظيم ضمن المنطقة التي يتواجدون فيها. وتنحصر تلك المنطقة، بين تل الصفا شرقاً، وأرض الوكاع جنوباً، وحتى بعد نحو 10 كيلومترات عن آخر بلدات ريف السويداء الشرقي المأهولة، وهي بارك والرضيمة الشرقية وعراجه ودوما وتيما، غرباً، مروراً بمنطقتي الحصا والهبارية.