لا تجميد لعمليات الجيش السوري. هذا بات واضحاً. مع كل انتصار جديد يحققه الجيش على المسلحين، يخرج من واشنطن، أو من غيرها، من «يحذّر» الجيش السوري من أن يقدم على تنفيذ عملية عسكرية في منطقة أخرى. اليوم، حذّرت واشنطن الجيش من عملية «يوشك» على تنفيذها في الجنوب السوري، وقالت إنها ستتخذ «إجراءات حازمة ومناسبة» رداً على انتهاكات وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.يبدو أن درعا ستكون الوجهة المقبلة للجيش السوري. المنطقة التي يحدها الجولان المحتل، والأردن، حيث تم إرسال تعزيزات إلى المنطقة (درعا) بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم «داعش» جنوب دمشق، وطرده منها الأسبوع الماضي. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في وقت متأخر الجمعة أعربت فيه عن «قلقها» جراء التقارير التي تشير الى احتمال وقوع عملية عسكرية في الجنوب، مشيرة إلى أن «المنطقة المعنية تقع ضمن حدود منطقة خفض التوتر التي اتفقت عليها مع روسيا والأردن العام الماضي».

«الخوذ البيضاء» و«تصفيات» الشمال

أعلنت منظمة الخوذ البيضاء مقتل خمسة من عناصرها في هجوم نفذه مسلحون مجهولون السبت على أحد مراكزها في محافظة حلب. وأوردت منظمة الخوذ البيضاء، على حسابها على موقع تويتر، أن «مجموعة مسلحة مجهولة دهمت مركز الدفاع المدني في بلدة تل حديا (مركز الحاضر) في ريف حلب الجنوبي وأطلقت النار مباشرة على متطوعينا، فقتلت خمسة منهم وأصيب اثنان آخران بجروح». يذكر أن المنطقة هناك تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة أخرى.

الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت قالت: «نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف إطلاق النار»، مضيفة أن «الرئيس دونالد ترامب أعاد التأكيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عقد في تشرين الثاني/نوفمبر». وأوضحت نويرت أنه «بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد».
من جهة أخرى، وفي إطار التصعيد ضد إيران، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «الحملة العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد إيران لم تنته بعد ولا تزال في أوجها»، وتوجّه بالشكر إلى واشنطن لاتخاذها «موقفاً حازما ضد الإيرانيين». وجدّد تحذيراته من تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية متقدمة لإيران ضد إسرائيل، مؤكداً الوقوف بقوة حيال «محاولات التموضع الإيراني ومحاولات نقل الأسلحة إلى حزب الله». وقال نتنياهو إنه تحدث خلال نهاية الأسبوع مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وثمّن كثيراً «الموقف الحازم الذي تبديه الإدارة الأميركية بأكملها ضد الاتفاقية النووية وضد العدوان الإيراني في منطقتنا». وكانت مصادر دبلوماسية غربية قد ذكرت أن الإسرائيليين أخطروا الروس بعزمهم على توسيع نطاق ضرباتهم ضد الأهداف الإيرانية في سوريا لتشمل كامل البلاد وليس فقط جنوبها.

شمالاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 4 جنود روس بـ«نيران مسلّحين في سوريا». وجاء في بيان الوزارة: «… هاجمت عدة مجموعات مسلحة إرهابية نقطة للقوات السورية في دير الزور، وقتل على الفور مستشاران روسيان، بينما أصيب 5 آخرون، ونقلوا مباشرة إلى المستشفى العسكري الروسي». وأضاف البيان أن الأطبّاء حاولوا بكل استطاعتهم إنقاذ حياة اثنين من الجنود المصابين، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. كذلك أشار البيان إلى أن «القوات السورية، بالمشاركة مع المستشارين والجنود الروس، استطاعوا قتل 40 إرهابياً خلال المعركة التي استمرت حوالى ساعة، وتمكّنوا أيضاً من تدمير 6 آليات مثبتة عليها أسلحة ثقيلة...».