في عدوان أقلّ ما يقال عنه أنه «رفع للعتب»، عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحلفائه الفرنسيين والبريطانيين، أطلقت جيوش الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، 103 صواريخ، تم صدّ معظمها بفضل الدفاعات الجوية السورية. وبينما جرت العادة أن يهرع المدنيون إلى الملاجئ في زمن الحروب، مضى سكّان دمشق إلى أسطح المباني والمنازل لالتقاط صور المضادات الجوية، خلال مشهد تصدّيها لصواريخ العدوان الثلاثي الجديد على بلادهم. ليل دمشق انقلب نهاراً، مع إضاءة سمائها بانفجارات الأسلحة المستخدمة في معركة قوى الدفاع الجوي، التي تصدّت على مرأى المواطنين السوريين، للاستهداف المعادي. الانفجارات المدوّية حرمت الدمشقيين النوم بانتظار انتهاء الـ 50 دقيقة من العدوان، وما تلاها من أخبار متداولة، وانجلاء الصباح عن نتائجها، قبيل ساعات قليلة من بدء الفريق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مهامه في دوما. انشغال العسكريين السوريين بحصر الأضرار ومتابعة استنفارهم على كامل الأراضي السورية، قابله حراك احتفالي شعبي تمثل بمواكب سيارة جابت شوارع العاصمة مهللة للجيش، بالتزامن مع تجمّع آخرين في ساحة الأمويين رافعين شارات النصر والأعلام السورية، ومحتفيين بقدرات قوى الدفاع الجوي.

الدفاعات الجويّة والأضرار
أبلت الدفاعات الجويّة بلاء حسناً في مواجهة العدوان، وأسقطت أكثر من ثلثي الصواريخ المعادية، إذ اعترضت وأسقطت 70 من أصل 103 صواريخ. وكانت حصة مطار الضمير العسكري في ريف دمشق وحده 12 صاروخاً مجنّحاً تم اعتراضها جميعها. بعض الصواريخ أصاب مركز بحوث قديم قرب قرية دنحة في ريف حمص، في ما يصفه عسكريون من المنطقة على أنه "إصابة طفيفة"، إذ تسببت بوقوع 3 إصابات في صفوف عناصر الدفاع الوطني، الذين كانوا متواجدين قرب مجبل في المنطقة. وينفي العسكريون أن يكون الموقع المستهدف مستودعات تخزين عتاد أو معدات للجيش، بل مجرد قاعدة عسكرية مهجورة منذ أكثر من 5 سنوات، تقع شمال بحيرة قطينة وقرب جسر شين، على أوتوستراد حمص ــ طرطوس. 
أكثر المواقع تضرراً، جراء العدوان، كان مركز البحوث العلمية في مساكن برزة، إذ دمّرت الصواريخ مبنيين من مباني المنشأة، تاركة حجماً هائلاً من الخراب، دون وقوع أية إصابات بشرية. وعلى الرغم من كون المركز بحثياً وغير صناعي، غير أنه نال القدر الأسوأ من دمار الضربة العدوانية الثلاثية. ووفق مصادر ميدانية فإن الدفاعات الجوية ردت على الصواريخ التي أطلقت ضد المركز، فأسقطت قسماً منها، إنما كان نصيبه هو الأكبر من الاستهداف، ما أفضى إلى تدمير مركز تعليمي ومخابر علمية. وشهدت عدة مناطق انقطاعاً جزئياً للتيار الكهربائي في بعض المناطق، بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية، على جبال الكسوة، والتي تم اعتراضها جميعها أيضاً. فيما أكّد عدد من سكان العاصمة السورية أن لا أضرار تُذكر في محيط أماكن الاستهداف، باستثناء تسبب قوة أصوات الانفجارات بإثارة هلع الأطفال. ونفت وسائل الإعلام السورية استهداف مطار دمشق الدولي، ومطار المزّة العسكري، ومركز البحوث العلمية في مصياف، بعد إشاعات عن استهدافها أيضاً. وعلى الرغم من إعلان الأميركيين انتهاء الضربة المحدودة، غير أن التعليمات العسكرية أتت بمواصلة استنفار الجيش السوري، على اعتبار أن الضربة قد لا ترضي حلفاء واشنطن، لكونها لم تشلّ قدرات الجيش السوري بالمستوى المطلوب. وعليه، لا يستبعد العسكريون ضربة أميركية أُخرى «تحفظ قليلاً من ماء الوجه للمعتدين»، بعد «الضربات العسكرية الفاشلة». وبحسب مصادر ميدانية، فإن الاستهداف البعيد الذي اعتمدته المقاتلات المعادية سهّل على الدفاع الجوي التعامل معها، إذ تمت متابعة مساراتها بدقة حتى لحظة دخول المجال الجوي السوري، ليتم حرف معظمها عن مساره أو تدميره.