لم يصمد مسلحو «جيش سوريا الجديد»، المدعوم من «التحالف الدولي»، إلا ساعاتٍ أمام مسلحي تنظيم «داعش». فبعد إعلانهم السيطرة على قرية حمدان ومطارها العسكري، في ريف دير الزور الشرقي في معركتهم لتحرير مدينة البوكمال، سارع مسلحو «جيش سوريا الجديد» إلى الانسحاب منها، بعد وقوعهم في كمين لمسلحي «داعش»، تكبّدوا فيه خسائر جسيمة، بحسب وكالة «رويترز».ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم «جيش سوريا الجديد»، مزاحم السلوم، تقهقر مقاتليه، وقال إنهم «انسحبوا إلى مناطق صحراوية»، معلناً «نهاية المرحلة الأولى من الحملة». وأضاف أن بعض المقاتلين عادوا إلى قاعدتهم في التنف، عند الحدود العراقية، في وقتٍ ذكر فيه «المرصد» المعارض أن مسلحي «جيش سوريا الجديد» طُردوا تماماً من محافظة دير الزور.
فشلت «النصرة» وحلفاؤها في هجومها على ريف اللاذقية الشمالي

ورغم انسحاب قواته، قال السلوم إن «المقاتلين نجحوا على الأقل في طرد داعش من مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية في محيط البلدة»، كحصيبة، والمعبر، والبادية الجنوبية، نافياً «الأنباء التي ترددت عن اقتحامنا لمدينة البوكمال».
وأفادت «تنسيقيات» المسلحين أن التقدم «جاء بمساندة من خلايا نائمة لثوار عشائر البوكمال»، مشيرةً إلى أن المعركة هدفها قطع طريق إمداد «داعش»، الذي يمر بالبوكمال، ويربط مناطق التنظيم شرقي سوريا، مع نقاطه في محافظة الأنبار، غربي العراق.
وأضافت أن «داعش» يملك قرابة 300 مقاتل في المدينة الحدودية، ومحيطها، مرجحةً حدوث حالات نزوح واسعة، فيما نعت «خمسة شباب من أبناء المدينة، أعدمهم داعش، بتهمة التعامل مع جيش سوريا الجديد». بدورها، أكّدت وكالة «أعماق»، التابعة لـ«داعش» أن عناصره قتلوا 40 مسلحاً من «جيش سوريا الجديد»، وأسروا 15 آخرين، في محيط قاعدة حمدان الجوية، شمال غربي البوكمال.
وفي سياقٍ آخر، شهد محيط مطار دير الزور العسكري اشتباكات عنيفة جداً، بين وحدات الجيش السوري ومسلحي «داعش»، وسط غارات جوية استهدفت نقاط المسلحين.
في غضون ذلك، أحبط الجيش السوري خطّة المجموعات المسلحة بالسيطرة على عدد من قرى جبلي الأكراد والتركمان، في ريف اللاذقية الشمالي، ضمن معركة جديدة أطلقوا عليها مسمى «معركة اليرموك». وحاول المسلحون، بقيادة «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، استرجاع عدد من القرى سيطرت عليها الجيش الشتاء الماضي. ورغم الحشد الكبير لهذه المجموعات، إلا أنها لم تتمكن من الدخول إلى تلك القرى، فيما اقتصر دخولها على قرية نحشبا، في جبل الأكراد، حيث تواصل وحدات الجيش عملياتها بغية استرجاعها. وبحسب مصادر ميدانية، فقد تكبّدت المجموعات المسلحة خسائر كبيرة، في العدة والعتاد، فضلاً عن مقتل أكثر من 30 مسلحاً، بينهم عدد من المسؤولين الميدانيين البارزين.
في موازاة ذلك، وبعد أن حقّق الجيش تقدّماً في مزارع الملاح الشمالية والوسطى، في ريف حلب الشمالي، تمكّنت المجموعات المسلحة من إحداث خرقٍ في بعض النقاط التي سيطر عليها الجيش أخيراً. وصدّ الجيش، طوال يوم أمس، هجمات المجموعات المسلحة، وسط اشتباكات عنيفة، وقصف صاروخي ومدفعي استهدف نقاط انتشارهم. وفجّر انتحاري من «النصرة» آلية «بي أم بي»، مفخخة، أعقبتها مواجهات استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والثقيلة.
أما في ريف حلب الشمالي الشرقي، فأفادت مواقع معارضة أن «قوات سوريا الديموقراطية» أحبطت هجوماً لـ«داعش» على مواقعها في مدينة منبج، لجهة جرابلس. وفي غوطة دمشق الغربية، نعت «التنسيقيات» المسؤول العسكري لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، في قطاع الغوطة الغربية، عز الدين أبو النور، إثر غارة جوية استهدفت أحد مقارّ «الاتحاد»، في مدينة خان الشيح. وعمل أبو النور نائباً لمسؤول القطاع الأوسط، ومسؤول «المكتب العسكري» في الغوطة الغربية، إضافة إلى كونه مسؤول «سرايا العز». إلى ذلك، نفت «النصرة» ما تداولته بعض المواقع حول «هدنة مع النظام في بلدة الديرخبية، في خان الشيح».
أما في الجبهة الجنوبية، فوقعت مواجهات عنيفة بين مسلحي «الجيش الحر» ومسلحي «جيش خالد ابن الوليد»، على محوري سد سحم وحاجز العلان، في ريف درعا الجنوبي الغربي، فيما أعلنت «دار العدل في حوران» مصادرة أي سلاح يُستخدَم في المشاجرات والخلافات بين الفصائل المسلحة.
(الأخبار)