بعد تقدّم المعارضين في ريف القنيطرة أمس، بدأ الجيش السوري منذ فجر اليوم عملية استعادة النقاط التي خسرها في سياق معركة «وبشّر الصابرين» ضد مسلحي «جيش الفتح ــ الجنوب» وآخرين تابعين لـ«الجيش الحر»، كـ«جبهة ثوار سوريا»، و«لواء فرسان الجولان»، المدعوم من العدو الصهيوني.
ومع وصول قوات مؤازرة ليل أول من أمس إلى مناطقه في مقار السرايا والكتائب القريبة، من «السرية الرابعة»، تمكّنت وحدات الجيش والقوات الرديفة من إعادة السيطرة على حاجز الشرطة العسكرية عند مفرق مزارع الأمل بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر «جبهة النصرة».
وبحسب مصادر ميدانية، فإن الجيش لا يزال مسيطراً بشكل كامل على التل الأحمر وتل القبع، بينما السيطرة على «السرية الرابعة» هي نارية وتحت مرمى مدفعية الجيش. ونفت المصادر أي «تقدم للمسلحين» أمس.
وفي السياق، فاق عدد قتلى المسلحين منذ بدء هجومهم 30 قتيلاً، وبلغت خسائرهم أمس آليتين محمّلتين برشاشين ثقيلين و3 دبابات، و6 مدافع. واستفاد الجيش من السلاح المضاد للدروع، إذ استهدف رماة الصواريخ الموجهة مجموعة مسلحة كانت قد تحصّنت في أحد منازل بلدة طرنجة، ما أدى إلى مقتل وجرح من كان فيه. وتزامن ذلك مع غارات لسلاح الجو على مواقع المسلحين في منطقة مزارع الأمل و«السرية الرابعة». من جهتها، نعت صفحات المسلحين عدداً من مسلحيها، بينهم قائد «كتيبة الجهاد المقدس»، أحمد موسى أبو خروب، وآخرون.
ونشبت خلافات حادة بين مسلحي «جبهة ثوار سوريا» ومسلحي «لواء فرسان الجولان»، العامل في جباثا الخشب، على «غنائم السرية الرابعة»، حيث ألقى الأخير القبض على عناصر من «ثوار سوريا» وقام بتصفيهم. وفي غضون ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» في الجبال المحيطة بمدينة دوما وضاحية الأسد، شمال شرق العاصمة. وبالتوازي، شهدت الغوطة الشرقية قصفاً جوياً مركّزاً في إطار ردّ الجيش على استهداف المدنيين في دمشق وريفها. وشنّ سلاح الجو حوالى 25 غارة على مرابض المدفعية وتجمعات المسلحين في بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية وعلى الجبال المحيطة بدوما. كذلك أغار على مواقع المسلحين في مدينة زملكا وبلدة حزة، بالتزامن مع قصف مدفعي على مصادر إطلاق القذائف الصاروخية في حي جوبر شرقي دمشق.
وعلى صعيدٍ آخر، خرج أهالي مدينة جيرود في القلمون الشرقي (شمال غرب دمشق)، في تظاهرة طالبوا بخروج مسلحي «أسود الشرقية» من المدينة، على خلفية إطلاقهم النار بشكل دائم. وعلى المقلب الآخر، أي في القلمون الغربي (شرق سلسلة لبنان الشرقية)، أعلنت الفصائل المسلحة العاملة في جرود القلمون الغربي اندماجها في تشكيل جديد، بمسمى «سرايا أهل الشام»، وضمّ أغلبية الفصائل الإسلامية كـ«جبهة النصرة» وغيرها، وذلك عقب فشل «جيش الفتح ــ القلمون» في تحقيق أي إنجاز أمام الجيش والمقاومة.
إلى ذلك، استهدف سلاح الجو تجمعات لمسلحي «داعش» في محيط حقل شاعر النفطي وقرية طفحة ومنطقة المقالع، غرب تدمر، فيما قصفت مدفعية الجيش مواقع مسلحي «غرفة عمليات الاعتصام بالله» في مدينتي الحولة وتلبيسة وقرية دير فول في الريف الحمصي.
أما في ريف إدلب الشمالي، فقد دارت مواجهات هي الأولى من نوعها بين «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» في مدينة الدانا، حيث حاصر مسلحو «النصرة» مقراً لـ«أحرار الشام» في المدينة. وأدت الاشتباكات إلى مقتل مسؤول من «النصرة»، في حين أعلن المسلحون على «صفحاتهم» أن الخلاف بين الطرفين قد انتهى.
كذلك، سقطت قذيفة صاروخية في مدينة الفوعة المحاصرة، بالتزامن مع رمايات من رشاشات ثقيلة، في ظل استمرار التنسيق لدخول وفدٍ من الأمم المتحدة إلى البلدتين الإدلبيتين. ويجري العمل على فتح طرقات عدة، وإزالة السواتر، بعد تحديد مسارب الباصات التي ستدخل إلى البلدتين لإجلاء الجرحى اليوم وغداً.
وفي حلب، أصدرت «الوحدات الكردية» بياناً أدانت فيه «القصف العشوائي على منازل المدنيين في حي الشيخ مقصود من قبل مسلحي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام» وفصائل أخرى. وأكدت أنها «في خندق واحد إلى جانب الجيش الحر ضد الجيش السوري وداعش».
في المقابل، أعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» أنها توصلت إلى اتفاق مع «الوحدات» في ما يتعلق بمعبر الشيخ مقصود. وتضمنت البنود «عدم فتح المعبر الخارج عن سيطرة النظام»، و«العمل على رفع الساتر الترابي على طريق الكاستيلو»، فيما تعهدت «الوحدات» بعدم «استهداف الطريق وتعزيز نقاط المسلحين في حي الشيخ مقصود من قِبَل مسلحي «فتح حلب»، في حين سيؤمّن المسلحون طريقاً «للمدنيين الأكراد من الحي وإليه». وفي الريف الشمالي، دارت اشتباكات عنيفة في محيط مدرسة المشاة بين الفصائل الإسلامية ومسلحي «داعش».
وفي سياق منفصل، شهدت مدينة الشدادي، في ريف الحسكة الجنوبي، تمرّداً لمسلحي «داعش» السعوديين على أوامر قياداتهم، ورفضوا أداء مهمات الحراسة والمشاركة على جبهات القتال، إضافة إلى الخروج في الدوريات، وذلك على خلفية اعتقال أحد المسؤولين الأمنيين السعوديين في التنظيم. وبالتوازي، سيطرت «وحدات حماية الشعب» على نقاط عدّة لمسلحي «داعش» بالقرب من قرية وبحيرة الخاتونية، شمال بلدة الهول، وأدّت الاشتباكات إلى مقتل 12 مسلحاً من «داعش».
(الأخبار)