المسافة بين منطقة الحمرا في بيروت وساحة فاريا في كسروان ليست عائقاً أمام العاملات الفيليبينيات. بعد سنوات من العمل في لبنان، بتن قادرات على إدارة أمورهنّ كما يشتهين. يحتفظن برقم هاتف سائق سيارة تاكسي، ويتصلن به كلما خططن لقضاء عطلة نهاية الاسبوع خارج بيروت. تتسّع سيارته، في أحسن الاحوال لسبعة اشخاص. لكن عند الضرورة، يمكنها أن تقلّ تسعة. فالرحلة مغرية، ولا يمكن التخطيط لها كلّ أسبوع، خصوصاً لمن لم يرَ الثلج يوماً في بلده. غير بعيد عن ساحة فاريا، كنّ مجتمعات يتناولن الطعام الذي طهونه في المنازل التي يعملن فيها.
أما السائق، فقد خصّصنه بفروج مشوي كامل، كان يأكله سعيداً وهو يؤكد أنهن كريمات «اتفق معهن على 100 دولار بدل أجرتي، لكنهن يدفعن أكثر كلّ مرة». يبتسمن لإجابته، بما أنهن يعرفن أن رحلة الثلج هذه ستتكرر. «لم نجد الثلج اليوم، سنعود بعد العيد» تقول إحداهنّ وهي ترتجف من البرد. في الفليليبين لا ثلج لذا يبقى بعض البياض المتناثر هنا أو هناك مصدر فرح للعاملات في يوم عطلتهنّ.