طوى اللبنانيون، برحيل الفنانة صباح، صفحة جميلة من تاريخهم. الذين بكوها يوم الأحد الماضي، كانوا يبكون ذكرياتهم معها. والذين لحقوا بها إلى بدادون، كانوا يحاولون أن يحتفظوا في ذاكرتهم بالصورة الكاملة لحياة «أسطورة» عاصروها. تدرك بلدية بدادون هذه الحقيقة، لذا تفكّر بإنشاء متحف يحفظ ما يمكن جمعه من آثار صباح، التي ترتبط بمناسبات فنية وثقافية جعلت من لبنان منارة في يوم من الأيام التي يسميها الكثيرون «أيام الزمن الجميل».

هذا الزمن، الذي كانت فيه صالات السينما تشهد ازدحاماً كثيفاً لكي يستطيع اللبنانيون مشاهدة أحدث الأفلام، فإذا بنا اليوم أمام دور سينما تقفل، وأخرى تتحوّل إلى متنفس للباحثين عن لذّة عابرة.
لكن يبقى من لا يزال يتمسّك بالماضي، من خلال إحياء مناسبات غالباً ما تجمع أهالي القرى مثل عيد القديسة بربارة، التي خُصّت بمعبد في بعلبك. إصرار على الاحتفال، يقابله إصرار على الهدم وبناء المجمّعات التجارية، كما يحصل أخيراً في صيدا.
(بلدي)