مجدداً، احتجنا إلى ملاحقة دؤوبة حتى نتمكن من زيارة موقع تصوير مسلسل لبناني. إنّه «فرصة العيد» (إنتاج «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد) المأخوذ عن فيلم «ذا هوليداي» (2006 ــ إخراج نانسي مايرز)، وهو من كتابة هيام أو شديد وإخراج باسم مغنية. الطريق الطويلة إلى منطقة «شكا» (شمال لبنان)، وازدحام السير، يقودانا نحو تأمّل الإعلانات الطرقية وغالبيتها تسوّق لمطاعم لبنانية لا نعرف حتى الآن مدى تأثّرها بفضيحة «السلامة الغذاية». يسأل سائق التاكسي عن سبب زايارتنا إلى المكان وعندما نجيبه، يبتسم قبل أن يقول: «وما نفع الدراما اللبنانية إن لم تتصد للمشكلات التي تغرق فيها بلادنا!». الكلام الذي يقوله السائق يبدو خلاصة منطقية لما تعانيه الدراما اللبنانية من جفاء للواقع الغني بالأحداث. يطول المشوار أكثر نتيجة الازدحام على حاجز للجيش، ثم تنعطف السيارة يميناً وتشق دربها وسط الجبل في طريق فرعي محاط بأشجار الزيتون، وأعمدة قديمة تنيرها فوانيس أثرية، حتى نصل إلى قمة الجبل حيث يدور التصوير في منتجع سياحي. في حديثه مع «الأخبار»، يشرح مخرج السباعية باسم مغنية بالقول إن خيار السباعية كان للشركة المنتجة لكي يتوافق مع فكرة عيد الميلاد، على أن ينطلق بثه الأسبوع المقبل على قناة mtv. وعن فكرة المسلسل بعد تعريبها وخطورة الاقتباس عن فيلم شهير، يرى مغنية أنّ «الأكيد أنّنا لن نصل إلى مستوى الفيلم لكنّنا نطرح الفكرة نفسها بشرط تلفزيوني، على أن تكون فسحة للمّة عائلية مثلاً أمام التلفزيون. أما قصة المسلسل فهي نفسها قصة الفيلم التي تحكي عن فتاتين لا تجمعهما معرفة سابقة، تتعرّضان للصدمة العاطفية نفسها وتقرّران أخذ إجازة». ويضيف: «تقرّر إحداهما أن تتبادل بيتها مع الثانية، لتعيش كلّ منهما قصة حب جديدة».

وعن تجربته كمخرج، يؤكد باسم مغنية أنّه «لا أعتبر نفسي مخرجاً. لكن لأنّ العمل عبارة عن سبع حلقات، وسبق لي العمل على كليبات وإعلانات، اختارتني الشركة المنتجة. لكن سيبقى نشاطي وعملي ضمن مهنتي الأساسية أي التمثيل». ويقترح بطل مسلسل «شيء من القوّة» ألا تكون المسلسلات المعروضة خارج السباق الرمضاني عبارة عن ثلاثين حلقة، إذ لا مانع برأيه في أن تكون أقصر مثلاً.
أما الممثلة نادين الراسي التي توافق على إجراء اللقاء بشرط ألا نلتقط لها صوراً فوتوغرافية، فتخبرنا عن دورها قائلةً: «أجسد شخصية «تمار»، وهي فتاة مرحة تفضّل صراحتها مع نفسها على صراحتها مع الآخرين. تحسب كل خطوة تقوم بها، وتعيش في بيروت. تتلقى الصبية صدمة، فتضطر إلى أخذ إجازة في منطقة جبلية. هناك، تلتقي بشاب يعمل كمهندس زراعي، وتُغرم به. هكذا، يلخّص الدور مزيجاً من المشاعر التي نقدّمها بطريقة لايت كوميديا في أماكن معينة». وعمّا يمكن أن توفّره لها الطبيعة الساحرة من تركيز ومزاج أفضل، ترد: «المكان يختصر لبنان. و«تمار» تعاني من ازدحام بيروت وطبيعة عملها في تنظيم حفلات الأعراس، وعندما تصل إلى هذا المكان الذي لم تعتد على رؤيته دائماً، تعرف كم هو مهم أن تعيش هذا التراث اللبناني»، مشيرة إلى أنّنا «لم نخلق في مدن مزدحمة بل غالبية المجتمع اللبناني أصلها من أماكن طبيعية ساحرة. وعندما يطول التصوير أشعر بأهمية هذه الطبيعة لخلق صفاء ذهني ونفسي».
العمل من كتابة
هيّام أبو شديد وإخراج باسم مغنية

وماذا عن النقلة الكبيرة من مسلسل طويل هو «الإخوة» (لسيف السبعي وحسام الرنتيسي» إلى هذه السباعية، وما هو الشكل الذي يتفق أكثر مع الراسي وتجده ملائماً للشاشات العربية ومشاهدها؟ ترد الممثلة اللبنانية بأنّ «المسلسل الطويل يعطي مساحة أكبر للممثل، ويعطيه فرصة لمعالجة خطه الدرامي بطريقة أوسع، ويعيش مع الشخصية لوقت أطول، فيكون أكثر راحة. لكن في مسلسل مثل هذا يفترض بك أن توصل رسالتك بشكل سريع وتمسك المشاهد من الحلقة الأولى. لذلك، نعمل هنا باهتمام بالغ حتى تخرج الجمل والأحاسيس في مكانها. وعلينا أن نوظّف خبراتنا حتى لو لم يساعدنا النص في ذلك». وحول الجديد الذي تقدّمه بطلة مسلسل «ولاد البلد» في «فرصة العيد»، تجيب: «المناسب أنّني أشارك ريتا برصونا البطولة، لأنّه سبق أن قدمنا مسلسل «غنوجة بيّا» الذي حقق صدى كبيراً، إضافة إلى قصة العمل المرتبطة بالعيد، فضلاً عن كتابة النص بشكل جميل، وربّما اجتماعنا نحن الممثلين الذين رغبنا في العمل مع بعضنا. أما عمّا يمكن إضافته، فهذا يُترك للمشاهد لاكتشافه بعد العرض».




المهندس زياد

في هذا المسلسل، يؤدي الفنان اللبناني زياد برجي شخصية مهندس زراعي توفيت زوجته، فهرب من المدينة بعد معاناة خلقت منه شخصاً عميقاً، وبات يعمل في تخمير النبيذ في قبو خاص. هناك، يلتقي بـ«تمار» وتبدأ قصة حب جامح. ما الذي يوظّفه برجي من مواهبه الموسيقية في هذا الدور؟ «كونه شخص حالم ورومانسي، يفترض أنّه يعزف على آلة موسيقية، لذا هناك توظيف بسيط لخلق جمالية معينة»، يقول. ويضيف: «بالنسبة للتمثيل، فهي تجربة جديدة بالنسبة لي، وقد خضتها سابقاً في «غلطة عمري» بعد اقتراح مروان حداد ونادين الراسي، واعتمدت فيها على الإحساس الذي أستخدمه في الغناء. لكن التوفيق كان حليفي بشكل كبير، وربما للأشخاص الذين عملت معهم دور في الأمر. لذلك، أعتمد على الفطرة حتى يتقبّلني الجمهور بالطريقة نفسها». من جانب آخر، يلفت صاحب أغنية «أنا قلبي عليك» إلى أنّه بات يشكّل ثنائياً مع نادين الراسي، كما أنّه مستعد للموافقة على أي عمل توجد فيه من دون أن أقرأه، لأنّها «تعطيني مساحة خاصة وتكون سعيدة لنجاحي من دون غيرة». ويعتبر أنّ مكان التصوير ساعد كثيراً في إضفاء راحة على أجواء العمل: «أينما توجد الطبيعية يوجد الله، وأتمنى أن أعيش سن التقاعد في مكان مشابه». وفي ما يتعلق بمشاريعه الفنية المقبلة، يقول: «وقّعت عقداً مع ملحم وحميد كيروز على مستوى الإدارة، وأحضّر ألبوماً جديداً، بعدما طرحت منذ فترة وجيزة أغنية «خاين» (كلماته وألحانه) التي سأصوّرها مع باسم مغنية بمشاركة نادين الراسي. هنا، يشير برجي إلى أنّ توزيع الأغنية هو لعمر صبّاغ «الذي أدين له بشكر كبير على كل ما قدمه لي». على صعيد تأليف الأغاني وتلحينها، هناك تعاونات مع أسماء عدّة، بينها إليسا، ونانسي عجرم، وأيمن زبيب، وفارس كرم، ووائل جسار، وحسين الجسمي، ومحمد عسّاف، وراغب علامة وآخرين، فيما يكشف لنا أنّ زياد المغني سـ«يأخذ قريباً حصّته بشكل أكبر».