لا تفلت وزارة الخارجية والمغتربين من شكاوى اللبنانيين في افريقيا. أزماتهم المتلاحقة، من الاضطرابات الأمنية حيث يقيمون، إلى الجرائم التي تطاولهم حتى حوادث سقوط الطائرات، تظهر بنظرهم تقصير الدولة تجاههم. لمدير عام المغتربين هيثم جمعة مقاربة مختلفة. يعترف بأن الدولة لا تعطي لجالياتها كامل حقوقهم، لكنه يعد بتطوير الإستراتيجيات وتشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات لتنسيق الشؤون المتعلقة بالمغتربين.
تضم ساحل العاج أكبر تجمّع للبنانيين في غرب أفريقيا، من بعدها تأتي نيجيريا وغانا. قبلها، سبق الاغتراب اللبناني إلى السنغال ومالي وبوركينا فاسو وجنوب افريقيا وزائير... حالياً يقصد اللبنانيون دولاً جديدة في شرق أفريقيا مثل زامبيا وبوتوسوانا والموزمبيق. يؤكد جمعة أن حضورهم اكتمل على نحو تدريجي في القارة السمراء، ويجرى حالياً وضع استراتيجية لتطوير العلاقات مع المغتربين، أولى بنودها التواصل معهم من خلال النوادي الاغترابية والموقع الخاص بهم الملحق بموقع الوزارة على الإنترنت. لكن التركيز الأساسي برأي جمعة، على التمثيل الدبلوماسي الذي يشكل صلة الوصل المباشرة بين الدولة وأبنائها وبينها وبين سلطات الدول التي يقيمون فيها.
افتتح لبنان ثمانين سفارة حول العالم أما في أفريقيا، هناك بحث لزيادة عدد الممثليات

حول العالم، افتتح لبنان ثمانين سفارة. أما في أفريقيا، هناك بحث لزيادة عدد الممثليات استناداً إلى معيار حجم الجالية وأهمية الدولة. حالياً، هناك سفارات في كل من المغرب وساحل العاج وجنوب أفريقيا والسنغال وسيراليون وغينيا وليبيريا ونيجيريا وغانا وزائير والغابون. تخطط الوزارة لافتتاح سفارات جديدة في كل من أنغولا والموزامبيق وقنصليات فخرية في زامبيا وتوغو واوغندا، بالإضافة الى القنصليات الموجودة في بوركينا فاسو ومالي وكينيا.
حتى ذلك الحين، حاولت المديرية ملء الفراغ. بالتعاون مع وزارة التربية سوف تطلق برنامج تعليم مهني في لبنان لسبعة تلامذة من سبع دول افريقية لمدة 3 سنوات ينضم إليهم سبعة جدد كل عام. الجاليات سوف تتحمل تكاليف سفرهم، فيما تتحمل الدولة تكلفة إقامتهم وتعليمهم. في وقت سابق، جرت دعوة عدد من مدراء البنوك في عدد من الدول الافريقية وخضعوا لدورات تدريب في مصرف لبنان لإطلاعهم على النظام المصرفي اللبناني بهدف تسهيل العمليات المالية للمغتربين. بالتزامن، أوفد أحد المتمولين اللبنانيين، وكيل شركة المرسيدس في افريقيا، عمالاً أفارقة لتدريبهم في لبنان على التقنيات الحديثة بدلاً من ارسالهم إلى المانيا.