لم يكن غريباً البتة أن يرفع نجم كرة القدم الإنكليزي المعتزل دايفيد بيكهام (1975 ــ الصورة) الصوت عالياً بوجه وباء إيبولا الذي عاد إلى الانتشار حالياً في أفريقيا. خطوة قرّر سفير الـ«يونيسف» الإقدام عليها من خلال فيديو لتسليط الضوء على سبل منع انتشار الفيروس القاتل، وعلى أهمية النظافة للسيطرة عليه.
لكن صوت الرجل الوسيم لم يكن كافياً، لأنّ إيبولا كان ينتشر كالنار في الهشيم، ولم يكن حراك كافٍ قد حصل بعد.
كذلك، لم تكن الشائعة التي انتشرت حول إصابة «بونو» مغني فرقة «يو تو» بالفيروس أثناء إحدى زياراته الأخيرة للقارة السمراء كافية لدفع النجوم إلى التحرّك سريعاً لمواجهة المرض، خصوصاً أنّ التحركات الفنية في المجال الإنساني سبق أن جمعت ملايين الدولارات لمساعدة ضحايا إعصار كاترينا مثلاً، علماً بأنّ «بونو» سرعان ما نفى الخبر عبر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
لكن تغريدة نجم الغناء الأميركي كريس براون أشعلت الموقف بشكل مفاجئ، وأضاءت على الموضوع، محدثة ضجة كبيرة. المغني الشاب المعروف بزوج ريهانا السابق، قال عبر حسابه الخاص على تويتر إن هذا الوباء يأتي كـ«وسيلة للحد من تزايد عدد السكان»، الأمر الذي أثار موجةً عارمة من الاعتراض والانتقادات. غير أنّه في الوقت نفسه أدخل التعليق مجتمع النجوم في «الصراع» ضد إيبولا. هكذا، وعلى إثر تغريدة براون، برزت دعوات كثيرة للانضمام إلى حملة بعنوان «غانا واحدة» لمحاربة المرض القاتل.
مؤسس فايسبوك مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا تشان كانا أوّل المشاركين في الحرب على إيبولا عبر التبرّع بـ25 مليون دولار أميركي، مؤكدين في رسالةٍ على صفحتهما على الموقع الأزرق أنّ «هذا الفيروس قد أصاب أكثر من 8400 ضحية حتى الآن، ومن المتوقع أن تُسجّل أكثر من مليون إصابة خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم التصدي الحازم له».
في الإطار نفسه، بدأ نجوم التمثيل كإدريس إلبا، وفوريست وايتيكر، وووبي غولدبيرغ، وجيفري رايت، إضافة إلى المغنية أليشيا كيز، وعارضة الأزياء نعومي كامبل، ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، ولاعب كرة السلة السابق ديكيمبي موتومبو، بتحريك الشارع الأميركي والعالمي ضد الفيروس. تحرّك تجسّد عبر الحديث إلى وسائل الإعلام، وإطلاق حملة على شكل فيديو على يوتيوب (ومواقع التواصل الاجتماعي كافة) تتحدث عن الفيروس ومخاطره، كذلك انتشر أكثر من هاشتاغ عبر تويتر مثل #AGAINST_EVD و#CrushEbolaNow.
وEVD هي اختصار Ebola Virus Disease. وكان المخرج المعروف ريدلي سكوت قد أشار إلى أنّه يتفاوض حالياً مع شبكة «فوكس» على إنتاج مسلسل عن الفيروس (أو مرتبط بالفكرة) ضمن نفس الأطر لمكافحة المرض والقضاء عليه. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعى إلى حراكٍ أوسع للتصدي لهذا الوباء، داعياً المجتمع إلى المساعدة في هذا الشأن: «كما ساعدوا في قضايا مشابهة سابقاً».
ولا ريب أنّ وصول أول إصابة إلى الولايات المتحدة أخيراً سيدفع مزيداً من النجوم إلى الحديث عن الموضوع والمشاركة في العمل الفعلي لمكافحته.