ليس جديداً على مهرجان «جرش» الأردني الدولي أن يغلب على حفلاته الطابع الفنّي اللبناني. ففي السنوات السابقة، وجد القائمون على الحدث السنوي أنّ المغني اللبناني «بيّاع» تذاكر، ولديه شريحة كبيرة من المعجبين هناك. لذلك سبق أن تعاونوا مع نجوى كرم ونانسي عجرم وإليسا وآخرين، لكن الجديد هذا العام في مهرجان «جرش» هو صعود مايا دياب (الصورة) إلى مسرحه، إذ تحيي حفلة في الثلاثين من تموز (يوليو) المقبل، وستغنّي على مدرج المدينة الأثرية بكل ثقة.
لم تفكّر مقدّمة برنامج «هيك منغني» (mtv) في العرض الذي قدّمه إليها القائمون على المهرجان، بل وافقت عليه مباشرة لأنّه فرصة لها للظهور في المكان الذي شهد كبريات حفلات الفنانين العرب والخليجيين.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اختيرت نجمة فريق الـ«فور كاتس» سابقاً ضمن برنامج 2015؟ في التفاصيل، أنّه في السنوات الأخيرة قُلّصت ميزانية مهرجان «جرش» بسبب الأحداث السياسية التي عصفت بالدول العربية، وأدّت إلى تراجع جماهيرية الحدث. لذلك، جرت الاستعانة بمغنّين من الصفّ الثاني، الذين يقبلون الغناء بمبالغ مالية أقلّ من التي يتقاضاها نجوم الصفّ الأول.
وفي هذا السياق، انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، تُطالب بمقاطعة حفلة دياب، على اعتبار أنّها «لا تملك رصيداً غنائياً كبيراً يخوّلها الصعود إلى هذا المسرح العريق».
لكن في المقابل، رأى البعض أنّ مشاركة دياب ليست غريبة على المهرجانات الأردنية، إذ سبق لزميلتها هيفا وهبي أن أطلّت على مسرح مهمّ أيضاً وهو مهرجان «قرطاج» التونسيّ، حيث غنّت هناك قبل أكثر من عشر سنوات. وبرغم الانتقادات التي واجهت هيفا حينها، لم تتوانَ النجمة اللبنانية عن إحياء الحفلة التي حضرها الآلاف.
أما عن باقي محطات «جرش» لهذا العام، فهو يفتتح حفلاته الغنائية في الثالث والعشرين من تموز (يوليو) المقبل، في ليلة خاصة يغلب عليها الصوت الأردني، ويغنّي فيها: عمر العبداللات، وديانا كرزون، وأسامة جبور، ورامي شفيق، وسليمان عبود، ومصطفى شعشاعة وليندا حجازي.
وفي اليوم التالي، تصعد المغنية اللبنانية يارا إلى المسرح وتؤدّي أفضل أغانيها. وتتوالى الحفلات على مدرّجات «جرش»، ففي الخامس والعشرين يطلّ اللبناني جوزيف عطية والمصرية غادة رجب، كلّ على حدة، في سهرة تستمرّ حتى ساعات الصبح الأولى. وفي السادس والعشرين من الشهر نفسه، تحيي مجموعة من المغنّين الأردنين ليلة أردنية بامتياز، ستعلَن أسماء المشاركين قريباً. يستكمل مهرجان «جرش» سهراته الفنية بحماسة، وفي الثامن والعشرين من تموز، تطلّ اللبنانية نانسي عجرم. وهي ليست المرّة الأولى التي تغنّي فيها صاحبة أغنية «الدنيا حلوة» في المدينة الأردنية الأثرية.
وفي التاسع والعشرين، سيكون الجمهور على موعد مع وائل كفوري، قبل أن تُختتم الفعاليات في الواحد والثلاثين من الشهر نفسه بإطلالة المغني الكويتي عبدالله رويشد.
إذاً، حجز المغنيون اللبنانيون مكاناً خاصاً لهم في مهرجان «جرش» هذا العام، فهل ينجح الحدث الفنيّ في جذب الجمهور الأردني الذي يكنّ محبّة كبيرة لنجوم بلاد الأرز؟