الاختلاف حق وفي بعض الأحيان واجب وهو كينونة في حالته الطبيعية وإبداع إن كان اختياراً وليس من حق أي شخص أن يلزم الآخرين بما يظنه أو يعتقد به، فالأخلاق تتغير بحسب المكان والزمان أيضاً، لكن وحدها الحقيقة العلمية يمكنها أن تغيّر المفاهيم في عصرنا الحالي، حيث لا مكان لـ»الميتافيزيقيا» إلا في أفلام «هاري بوتر» و»ذا لورد أوف ذا رينغز» أو في رؤوس أولئك المخدرين بالأفكار الدينية المتطرفة والمتعصبة.
أمس، كانوا يذبحون الجزائريين ويقتلونهم باسم الدين في القرى و»المداشر»، ويمنعون على الناس الحياة ويقتلون الشباب وكل ما هو جميل في هذا البلد، ظناً منهم أنهم يرضون الله. فقتل النساء غير المججبات وفرض «الجزية» يجوز لمرضاة الله. وبعد ذلك كله، سيتوبون وتقام مصالحة وطنية لشراء السلم في البلد. لكن، هؤلاء في آخر الأمر لا أمان لهم. وكما يقول المثل المصري: «ديل الكلب عمرو ما يتعدل»، سيعودون إلى أفكارهم الراديكالية العنصرية.
هؤلاء مثلاً قد يقدمون على قتل مثلي بدمٍ بارد. أمر عادي ويحصل. ولكنهم لا يعرفون مثلاً أن المثليين في بلدي الجزائر قدموا الكثير من النضال لأجل حقوقهم ولأجل الجزائر نفسها. ولأجل ذلك، يحق لهم الحياة بكرامة، خصوصاً أن المثلية الجنسية، بحسب منظمة الصحة العالمية، هي حالة طبيعية وليست مرضاً ولا جريمة. المثليون هم بشر عاديون. يحق لهم الحب. والحب، كيفما كان، ليس جريمة. فما يمكننا أن نعتبره ربما جريمة هو الدعارة. أما أن يحب رجل رجلاً آخر على سبيل المثال ويعيشا سوياً في بيت واحد الى الأبد، فهذا قرار شخصي، وليست معضلة.
الحب لا يقتل أحداً، أياً كان نوعه، بينما الكراهية التي ينشرها أصحاب التيار الديني قتلوا ويقتلون الكثيرين في الجزائر وغيرها. وعلينا اليوم أن نختار أبداً الحب.
ان امكانية تطبيق زواج المثليين في الجزائر مرتبطة بتقلّص حجم الكراهية في هذه البلاد التي تقتل باسم الدين. يوماً ما سيتخلص الشعب الجزائري من هذا الموت. سينتصر الحب وعندها سنبني الوطن على أساس المواطنة وليس على أساس الدين أو اللغة أو العرق أو لون البشرة أو أسلوب الحياة أو الميول الجنسية والعاطفية.
يوميات جزائري فوق
العادة بتصرّف