عندما خرج وزير الإعلام في 19 آذار الفائت للإعلان عن إقرار مجلس الوزراء 5 أيار يوماً وطنياً للسلاحف، انطلقت التعليقات الساخرة من هذه الخطوة. صبّت الانتقادات على اهتمام الحكومة بموضوع «ثانوي» في مقابل كمّ الأزمات التي نعيشها. وحدهم المهتمون بموضوع السلاحف البحرية من جهة، والمعنيون بالدفاع عن الحياة البحرية والشاطئ اللبناني تلقفوا هذا القرار وباركوه.
هذا القرار يجوز وصفه بالـ«إنجاز»، إذا كانت النية في حماية هذه الكائنات صادقة. لكن الخوف كلّه يبقى في أن يتحوّل هذا اليوم الوطني، الذي سنشهد الاحتفال الأول به في 5 أيار المقبل، إلى يوم فولكلوري. إذ يصعب إقناع أي لبناني بقدرة الدولة على حماية الشاطئ من التعديات الكثيرة التي يرتكبها أركان في السلطة بالدرجة الأولى، ووجود خطط تحمي المياه من التلوّث الذي يطالها نتيجة الكثير من الانتهاكات.
هذه المخاوف الجدية لا تلغي أهمية الاحتفاء بهذا اليوم، كمقدمة لحماية مختلف أنواع الحيوانات البحرية، سواء كانت مهددة بالانقراض أو لا. تماماً كما نحاول حماية حرَف من الزوال، كصناعة الصابون التي تشتهر بها حالياً مدينة طرابلس، أو كعدد من الصناعات التي تفتقدها مدينة كفرشيما التي تحوّلت في معظم محالها مع مرور السنوات إلى محال لميكانيك السيارات

(بلدي)