يبدو أنّ كلينت إيستوود وجد مشروعه الإخراجي المقبل. بعد نجاح جماهيري هائل في American Sniper العام الفائت، يبقى المخرج والممثّل الأميركي في حقل البيوغرافيا. يتردّد هذه الأيام على استوديو «فوكس» للعمل على تطوير دراما عن حارس الأمن ريتشارد جويل، المتّهم الأوّل بانفجار قنبلة في المتنزّه المئوي الأولمبي خلال أولمبياد أتلانتا 1996.
صباح 27 تموز (يوليو) من ذلك العام، اشتبه جويل بحقيبة ظهر موضوعة تحت أحد المقاعد، فأبعدها عن المارّة وقام بإبلاغ السلطات. الرجل الثلاثيني صار بطلاً، قبل أن يتسرّب إلى وسائل الإعلام اعتباره متهماً من قبل المباحث الفيدرالية. كانت حادثة جويل مفترق طرق تاريخياً في توحّش الميديا، وانقضاضها على خصوصيات البشر وانتهاك حياتهم.
هكذا، فُتحت أبواب الجحيم على جويل، وصار «المجرم المنبوذ» بين الناس، بسبب نشرات الأخبار التي لم ترحمه. على الرغم من تبرئته لاحقاً، تركت «المحاكمة الإعلامية» أثراً عليه رافقه حتى رحيله عام 2007 بداء القلب وأمراض أخرى.
الأميركي جونا هيل يلعب ريتشارد جويل، فيما يبدو دور محاميه متجهاً إلى النجم ليوناردو دي كابريو (الصورة). سيناريو بيلي راي صاحب Captain Phillips (عام2013) و The Hunger Games (عام2012)، قائم على مقال منشور في مجلة «فانيتي فاير» الأميركية بعنوان «قصة ريتشارد جويل»، فيما لم يُحدَّد عنوان الفيلم أو موعد صدوره حتى الآن.
هذا الاجتماع الثاني بين دي كابريو وهيل بعد The Wolf of Wall Street (عام2013) لمارتن سكورسيزي. منذ Moneyball (عام2011) لبينيت ميلر، أثبت جونا هيل أنّه أكثر من مجرّد ممثّل هزلي. تماهى بإتقان لافت مع أدوار مساعدة في أفلام مهمّة، مسجّلاً ترشيحات للأوسكار والبافتا والغولدن غلوب. هنا، يستعدّ للنقلة المنتظرة في مسيرته كأوّل دور رئيسي جاد.
دي كابريو لا يمانع في الوقوف إلى جانب صديقه الشخصي في دور مساعد، على عكس ما حصل في تحفة سكورسيزي الأخيرة. نذكر دوره الصغير في «دجانغو الطليق» لكوينتن تارانتينو، لتأكيد قدرته الدائمة على التوهج.
بدوره، يقف إيستوود أمام شريط لا يتضمّن التوابل «الوطنية» الرخيصة، التي أغرت جمهور «القنّاص الأميركي». كذلك، يأتي بعد فيلم خلّاب بتيمة مشابهة هو Nightcrawler لدان غيلروي. الإنتاج قد ينتقل إلى «وارنر برذرز»، استوديو إيستوود الدائم، إذا ما نجح في انتزاع المشروع من «فوكس».
بالعودة إلى البطلين، جونا هيل يواصل العمل مع الكبار. الأخوان كوين يقومان بإدارته في شريطهما الكوميدي القادم Hail, Caesar! (عام2016). كذلك يستعدّ لفيلمين من الجنر نفسه: Arms and the Dudes لتود فليبس و 23 Jump Street لرودني روثمان.
من جهته، يتابع دي كابريو لعب الشخصيات المعقدة هذا العام. فيلمان مقبلان قد يتمكّن أحدهما من فكّ النحس الأوسكاري المرافق له منذ سنوات. في The Revenant، يلعب «هيو غلاس» الساعي إلى الانتقام، تحت إدارة المعلّم المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو. ويستعدّ للدور الحلم الذي يسعى إليه منذ 20 عاماً، في البيوغرافياThe Crowded Room. بيلي ميليغان أوّل من أفلت من المحكمة بتهم الاغتصاب والسرقة، بعد إقناع هيئة المحلّفين بأنّ لديه 24 شخصية، في ما يُعرف بـ«اضطراب تعدّد الشخصية». على الصعيد الشخصي، نفت النجمة ريهانا أنّها على علاقة به، ما يعني أنّه ما زال متوافراً للمهتمات حول العالم.