في طقس سنوي، يحيي أكراد لبنان في 21 آذار من كلّ عام عيد «النوروز»، وقد اعتادوا لسنوات التوجّه إلى شاطئ الرملة البيضا وإشعال النيران والاحتفال، ترحيباً بالسنة الجديدة التي تحلّ مع فصل الربيع. إذ يعدّ 21 آذار رأس السنة الكردية من جهة، كما يشكّل مناسبة قومية للأكراد خصوصاً مع ارتباطه بأسطورة كاوا، الحداد الكردي الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم ضحاك، وأشعل النار على أبراج قصره ابتهاجاً بالنصر لذلك تعتبر النار رمزاً لهذا العيد.
لكن «النوروز» ليس عيداً خاصاً بالأكراد، خصوصاً أنه من الأعياد الأقدم في العالم. إذ يحتفل به، إلى الأكراد، شعوب إيران وأفغانستان وطاجيكستان وآذربيجان وكازاخستان وقرقيزيا وتركيا وتركمنستان، وأوزباكستان. وهو يعدّ يوماً للتراث الثقافي، وقد ضمّت منظمة اليونسكو، في عام 2009 هذا العيد إلى قوائمها الممثلة للتراث الثقافي باعتباره عيداً وتقليداً ثقافياً للعديد من الشعوب.
و«نوروز» كلمة فارسية تعني «اليوم الجديد»، وهو عيد رأس السنة في التقويم الشمسي الفارسي ويقع في أول يوم من بداية فصل الربيع.
مراجع مختلفة تشرح أصل هذا العيد، بين من يقول إنه يوم عيد في الديانة الزرادشتية، التي كان الأكراد يدينون بها. وعندما أسلموا، واظبو على الاحتفال به بعدما أفرغوه من مضمونه الديني بفعل إسلامهم. فلم يعد الاحتفال يخرج عن إطاره الفولكلوري.
ويعتقد البعض أن الآريين، بعد هجرتهم نحو هضبة ايران وإقامتهم على حدود حضارة ما بين النهرين، كانوا يقسمون السنة إلى قسمين: أي أثناء الانقلاب الصيفي كانوا يحتفلون بـ«النوروز»، وخلال الانقلاب الشتوي كانوا يحيون «عيد المهركان» (أو المحبة). فيما تقول روايات أخرى إن عيدي «النوروز» و«المهركان» كانا موجودين في ايران قبل هجرة الآريين إلى إيران.