الحديث عن البرتغالي لويس فيغو يعود اليوم انطلاقاً من وقوفه بين المرشحين الخمسة لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
منذ انطلاق مسيرته في عالم الكرة، سعى فيغو إلى بلوغ أقصى النجاحات. هو لم يهدأ يوماً، وقد عمل منذ صغره على إشباع طموحاته في شتى المجالات الكروية، لذا لا شك في أن من قال: «مسيرة فيغو انتهت» عندما اعتزل الكرة، كان واهماً.
فيغو الذي عرفته الجماهير والكرة، احتضنها واحتضنته مذ كان عمره 8 سنوات. فيغو كان أكثر من لاعب، كان قائداً على أرض الملعب، ومبكراً قال فيه مدرب سبورتينغ لشبونة للناشئين حين انضم إلى فريقه وهو في سن الحادية عشرة: «عمره كان 11 عاماً، إلا أنه كان أفضل بكثير، شخصياً وكروياً، من جميع زملائه الذي هم دون 16 سنة».
أكمل مسيرته مع برشلونة ثم ريال مدريد، وأخيراً إنتر ميلانو الذي اعتزل فيه موسم 2008-2009. قيل كثيراً إنه ترك «البرسا» وانتقل إلى غريمه طمعاً بالمال، لكنه في كل الأحوال اكتفى بالرد عبر نشر سحره الكروي أينما حلّ.

أثبت فيغو دائماً امتلاكه شخصية إدارية على أرض الملعب، حتى في ظل وجود زملاء حوله، أصحاب أسماء رنانة في عالم المستديرة. لذا لم يكن مستغرباً أن يمنحه إنتر منصباً إدارياً بعد اعتزاله اللعب.
«الخائن المحبوب»، اللقب الذي أطلقته عليه جماهير «البرسا»بعد انتقاله إلى الريال عام 2000، بدأ بطرح مشاريعه سريعاً. مشاريع ضخمة قد تغير بعض أوجه الكرة. الشهر الماضي، ومن الصين، روّج لحملته، كاشفاً أنه سيرفع عدد البلدان المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 48 منتخباً بدلاً من 32 (8 مجموعات من 5 منتخبات)، وطرح إقامة المونديال في قارتين، والتغيير في قوانين طرد اللاعبين لفترة محددة في حال التلاسن مع الحكام وإنهاء للعقوبة الثلاثية (طرد وركلة جزاء وإيقاف). كذلك طرح التوسّع في تطبيق تكنولوجيا خط المرمى، إضافة إلى إعادة توجيه نصف عائدات «الفيفا» لدعم وتطوير أساسيات اللعبة، بما فيها إنشاء الملاعب وتوفير الملابس الرياضية الخاصة للناشئين، وإنشاء عدد من المدارس الكروية في كل البلدان الأعضاء.
طموحات كبيرة لرجل هادئ جداً، يعشق إلى جانب الكرة، الموسيقى، والغولف، والفروسية. ما هو معروف عنه أنه رجل بسيط، يعيش الحياة بعيداً من النجومية وتبعاتها، إذ لا يحب الظهور كثيراً. أما إذا ما ظهر في مهرجانات أو احتفالات أو ندوات كروية، فالبدلة السوداء هي ما يرتديه بصورة دائمة. يتحدث، بطلاقة، أربع لغات: البرتغالية، الإنكليزية، الإسبانية، والسويدية.
يتذكر فيغو دائماً أن الفضل في ما وصل إليه يعود إلى «الهولندي الطائر» يوهان كرويف، فالأخير رأى في البرتغالي صورته السابقة، فشبَّهه بـ«السهم الطائر».
عام 1995، حينما انتقل إلى برشلونة، غيَّر كرويف مركز فيغو من وسط الملعب إلى مركز الجناح الأيمن الذي تألق فيه مذ وقتها، لينال ألقاباً جماعية وفردية، أهمها الكرة الذهبية عام 2000، وأفضل لاعب في العالم للعام نفسه، بحسب مجلة «وورد سوكر»، ثم حافظ عليه.
«الكرة الذهبية» باتت من الماضي لفيغو، واليوم، رغم الصعوبات أمام خصمه السويسري جوزف بلاتر، يريد فيغو، من بين الطموحات والمشاريع التي ينوي تنفيذها إذا ما نجح، أن يكون هو من يسلم الكرة الذهبية للفائز بها مستقبلاً.