لا يزال طقس لبنان يحظى برضى المزارعين اللبنانيين هذا العام. الثلوج والأمطار تبشّر بموسم زراعي جيّد، رغم الأضرار التي لحقت بالخيم الزراعية. لكن أن يكون الطقس جيداً، لا يعني أن الزراعة بخير. هذا موسم تفاح العام الماضي لا يزال يعاني من عدم القدرة على تصريفه.
الفاكهة الصيفية ستنزل قريباً إلى الأسواق، وبرادات التفاح يفترض أن تفرغ ما فيها بعد أسابيع. المزارعون يرفعون الصرخة، وفي بشري، البلدة الأشهر، ارتفع الصوت أكثر من مرة. القصة نفسها تتكرّر: الدورة الاقتصادية ملقاة بشكل شبه كامل على المزارع، من دون محاولات مساعدة جدية من قبل الدولة. لا أسمدة جيدة، لا دعم للتصدير، ولا خطط زراعية تشجّع الصناعات الزراعية مثلاً، أو توجّه نحو زراعات بديلة ضمن دورة اقتصادية مكتملة.
سياسة مماثلة من قبل الدولة يمكنها أن تشرح سبب رغبة كثيرين في الهجرة، ولو بشكل غير شرعي. فلا يختلف الضيق الاقتصادي عن الحرب الدائرة في سوريا، إذ يكثر أيضاً عدد السوريين الراغبين في المغادرة بأي شكل.
في الماضي القريب، كانت الهجرة معاكسة، والوجهة فلسطين، كما فعل كامل رستموفتش، المقاتل اليوغوسلافي المقيم في لبنان منذ 1948.
(بلدي)