بسام حجار

ضعي العقاربَ و تكَّةَ الساعةِ
لوقتٍ لستِ فيهِ
لكي يكونَ وقتاً .

■ ■ ■



كانتِ الجدرانُ ثقيلةً و تبتسمينَ...
فترقُّ الجدرانُ و تحدِّثُ و تُظلِّلُ و تُؤوي .
و كان الرواقُ أعرجَ السّكينةِ ، و تمشينَ فيزدانُ برقةِ قدميك .
و كانت الخزانةُ صارمةَ الرفوفِ موحشةَ الأدراجِ
و تلمسينَ فتسيلُ مروحةُ ألوانٍ و هفهفة .

■ ■ ■



هذا وجهٌ لأنّها تراه
و هذا قلبٌ لأنّهُ يُقيمُ في ألمِ انتظارِها
و هذا جسمٌ لأنهُ من أجلِها ينهضُ في الصّباح
و لا ينامُ لكي لا يُخطئ موعدَ الصّباح .

■ ■ ■



وأَذكرُ
أنني مُلتَصِقًا بكِ
كنتُ أَسيرُ لكي أُعطيكِ رسالتي الأخيرة
أنّكِ مُلتَصِقةٌ بي
كنت تبحثين عنّي
لكي تجدي أنّي على الكُرسي
ما زلتُ
أنتظِرُ أَنْ يَجدني أحد

■ ■ ■



لا تنسي الأسرّة لكي ننام
والأفواهَ لكي نبتسم
وقليلاً من الدموعِ .. فقط
لكي نتذكّرّ بين حينٍ و آخر
ـ قبلَ أن ننسى ـ
كيفَ يبكي رجلٌ كامرأة ؛
كيفَ تبكي امرأةٌ كامرأة ؛
كيفَ يبكيانِ لشدةِ ما يجمعُ البكاءُ بينهما .

■ ■ ■



ما الذى يجعلُ نومكِ هادئاً ؟
مثلُ تفاحةٍ
تنهضينَ
يطلعُ الصباحُ منَ السّرير.

■ ■ ■



الآنَ أعرفُ لماذا كنتُ أبكي و لماذا كانت الهاويةُ التي أسقطُ فيها تُشبهُ صفحةً بيضاءَ و خطّانِ في أسفلِها و نجمةً بالحبرِ الصينيّ ، و مع ذلك تلمعُ . و لمعانُها كان يُعذّبني . كان يكفي أن ترفعي بلمسةٍ رخامَ النّومِ الثقيلِ . و أن تأخذني يداكِ قليلاً بمقدارِ ما أحيا . كان يكفي أن تمسحي شفتيَّ بطرفِ سبابتكِ لكي لا يُعذّبني النطقُ .


■ ■ ■


لا أحبكِ حبًّا لا يُضاهى،
و لا أشقى لغيابكِ و لا أموت ..
فقط أضعُ يدي على جبينكِ
لأعرفَ ما الذي فيَّ ما زالَ حيًّا.

■ ■ ■



أحسبُ أنَّكِ تكتبينَ «أُحبُّكَ» ...
أجملَ مما أسْتطيعُ ؛
لم يُسعفني الوقتُ بعدُ
لأعرِفَ كيف يُصبحُ الكلامُ عشباً و منازلَ...
في الرسالةِ التي بيننا.

■ ■ ■



كأنّها تراني
و كنتُ أعلمُ أنّي هناكَ
في المكان البعيدِ
حيثُ تراني.

■ ■ ■



أَسأَلُكِ إذَن :
لماذا لا ترسُمينَ العالمَ كُلَّهُ
لكي يُتاحَ لهُ أن يشبهَ شيئاً.

■ ■ ■



اقتربي ..
لم أعُد جارحاً أو حنوناً ؛
لم أعُد شيئاً ..
أنتظرُ انقضاءَ الوقتْ .
لا تأتي إليَّ
دعيني أُحبّ العالمَ في السيرِ باتجاهك ،
دعيني أحلُم بيديك .

■ ■ ■



اقتربي ؛
أحسُّ أنَّ ما بيننا بئرٌ
ننظرُ - عندما نحبُّ - إلى أعماقها -
اقتربي ..
لكي لا نقعَ في دوارِها ،
لكي لا نموتَ من الرغبة .

■ ■ ■



يجعلُني مُطمئناًّ أنَّ يديك تقتربانِ . و أنَّ لمستَهُما تستيقظُ الآنَ في جسمي الذي كنتُ أحسبُ أنّهُ ميتٌ ؛ أو أنهُ استلقى لشهورٍ في نومٍ مُجرّد .

■ ■ ■



لشدّةِ ما أرغبُ في من أُحبُّ ، و لشدّة ما أرغبُ إليهِ ، أُحبُّهُ ضراعةً و ابتهالاً لا أن أمنحَ جسَدَهُ ، بل أكونَ جسدَهُ ، أتعرَّفهُ ، و يكونُ مزاجاً لي.

■ ■ ■



يجعلُني مُطمئنًّا ، ما يُبعدُ عنّي الآنَ خوفَ الليلِ و رعشةَ كائناتهِ الغريبةِ ،
أنني حينَ أنامُ أعلمُ أنني أذهبُ إلى يديكْ.
لم أعُد أضلُّ الطريقَ إليهما .

دعد حدّاد

(سأعد خطواتي)

أيها الدرب الموحش!
يا درب الحب!
سأعد خطواتي،
فالوحدة علمتني العد.
أمي حملتني يوما، وأنت،
أوقعتني يوما،
بعينيك ذلك الألق المتوهج حبا، والخافت حينا،
سأعد خطواتي..
فالوحدة علمتني العد،
الحارس كان بالمرصاد..
عينان خبيثتان، ومنظار،
أسرعت قبل أن تخطئ قدمي،
قبل أن يهبط الليل، وحدي،
سأعد خطواتي..
فالوحدة، علمتني العد،
في العودة أمسك أحدهم بيدي،
خلف عينيه، اختبأت،
هنا دفء، وأمان،
سأعد خطواتي..
فالوحدة علمتني العد..
قلبي الخائف.. كان بائسا،
ولكني احتفظت به،
وكنت دوما أقوى من ذاكرتي
كي لا أنسى..
أن أعد إلى العشرة..
وحينما ضممتني إليك بحنو طائر البطريق
تلعثم قلبي..
قلت: واحد..
نظرت في عينيك تهت.. قلت..
: إثنان، عشرة..

■ ■ ■



كالغبار المنسي
تهدأ النفوس يا علي..
ويأتي الرحيل،
كالريح.. يأتي..
يهز الخشب المخلع..
ويسقط أوراق الأشجار..
يسقط الشعر والأسنان..
كالغبار المنسي..
كالغبار السام الوحشي..
يستولي على الحنجرة،
والدخان يعمي العيون يا علي،
يعمي العيون..
ما هذه الأيدي إذن؟ ولمن؟!
أليس في العالم شيء أخضر؟
وهذا الربيع العجيب..؟!

يبكون من الحب
الوحيدون،
ويجرجرون الأكياس فوق الظهور
ويلملمون الأوراق
وفتات الموائد
آه البكاء المشترك
والجنازات المشتركة والعويل
والعذابات المشتركة
يا رغيف مكسيم غوركي المبلل!
وأنا لي رغيفي المسروق والمبلل
كيف أنتزعه من مخزن الحرية والحب أيضا


شاعر هندي مجهول

القرية تشتعل
النار تلتهم كل شيء
ولكن قلبي فرحان
لقد تناولت الجرّة مني
ولمست يداي يديك


فروغ فرخ زاد

أتحطم كالجدران
بضفائري الثقيلة بين يديك
وأهدي إليك الورود الاستوائية

■ ■ ■



جسدي محموم من ملامسة يديك
ضفيرتي تنحل بأنفاسك
شفتاك الإحساس الدافئ بالوجود
ضعهما برفق على شفتي
كلما اقتربت شفة من شفتي
انعقدت نطفة في إحدى النجوم

■ ■ ■



حتامَ عليَّ الذهاب‏
من ديار إلى ديار؟‏
لا أستطيع، لم يعد بمقدوري البحث.‏
كل الزمن حب وحبيب آخر.‏
تمنينا أن نكون هاتين السنونوتين‏
المسافرتين طوال عمريهما‏
من ربيع إلى ربيع.‏
آه، لقد تأخر الآن‏
تهدّم في ورأيتُ امتزاج قبلتك‏
على شفتيّ كما لو قطعة مظلمة نازحة‏
من غيمة ـ كنزٍ أزهقت روحها المعطرة‏
في عبورها‏
كم هو ملوث بخوف الزوال، حبي الحزين، ‏
حياتي كلها ترتعد لأني أراك‏
كأني أرى، من النافذة، إلى شجرتي‏
الوحيدة المورقة‏
في المهبِّ الأصفر المحموم.‏
كأني أنظر إلى صورة‏
تنكسر) في جريان الماء الشبحي.‏
ليلة ويوم.‏
ليلة ويوم.‏
ليلة ويوم.‏
دعني أنس.‏
ما أنت سوى لحظة‏
لحظة واحدة تفتح عيني على برهوت ‎) المعرفة‏
دعني أنسى.‏

سارة تيسدايل

عندما أموت ومن فوقي نيسان المتلألىء
سينفض خصلات شعره المبلولة بالمطر
ستنحني علي بقلب مفطور
لكني لن أهتم
سأنعُم بالسلام , مثل الأشجار المورقة
عندما يُحني المطر أغصانها
وسأكون أكثر صمتا
وبرودة
مما أنت عليه الآن !

رسول حمزاتوف

أمس كنتُ أتسلل إلى أعشاش الطيور
أغري اصدقائي الأطفال بصعود الجبال
وأتي الحب عنيفا , أزرق العينين
فجعلني دفعة واحدة كبيرا
أمس كنتُ أحسبني كبيرا وراشدا
أشيب وحكيما حتى آخر أيامي
وأتى الحب وابتسم بكل بساطة
فإذا أنا ولدٌ صغير !

بول ايلوار

لإحاطة اسمكِ بمزيد من الحنان
كان الشارع لا معقولاً والبيت مراً
كان النهار زلِقاً والليل مريضاً


راينر ماريا ريلكه

(أغنية حب)

كيف لي أن أحمل روحي
كي لا تجرح روحكِ؟
كيف يمكن لي أن أرفعها برقَّة فوقكِ
وأودعها مساحاتٍ أخرى؟
كم أود لو كان في وسعي أن أطويها
بين أشياء ضائعة في العتمة،
في مكانٍ هادئ ومجهول –
مكانٍ يظل بلا حراك عندما تدوِّي أعماقكِ.
ولكن كلَّ ما يلامسنا، أنا وأنت،
يجرفنا معا كما لو بقوس واحدة
صانعًا من وترين صوتًا واحدًا.
ترى أوتار أية آلة نحن؟
وأيُّ عازف كمان يحضننا بين يديه
يا أعذب الأغاني؟

(مثل يد)
أطفئي عينيَّ، سأظل أراكِ.
صُمِّي أذنيَّ، سأظل أسمعكِ.
حتى بلا قدمين سأشقُّ دربي إليكِ،
وبلا فم سأذكر اسمكِ.
اكسري ذراعيَّ وسأضمُّكِ
بقلبي، مثل يد.
أوقفي قلبي وسيخفق دماغي،
وإنْ أضرمتِ في دماغي النارَ
سأشعر بكِ تحترقين في كلِّ نقطة من دمي.



سونيتات شكسبير

لماذا وعدتني بيوم جميل
وجعلتني أسافر بعيدا دون معطفي
وتركت السحاب الأسود يدهمني على طريقي
حاجبا بهاءك خلف دخانه العفن

■ ■ ■



لا يكفي أن تطل من بين السحاب إطلالة قصيرة
لتجفف المطر عن وجهي الذي لفحته العاصفة
فلن يستطيع أحد أن يتحدث بالخير عن مثل هذه التهدئة التي تعالج الجرح
لكنها لا تجعل العار يلتئم !




أراغون

تلتفتين إليّ فلا تجدين
غير جدار نظرتي غير ظلك أحلم به
أنا البائس الذي مثل المرايا
تعكس الصور ولا ترى
عيني مثلها فارغة ويسكنني مثلها
غيابك الذي صنع عماي


غالسان تشيناغ


(في الأيام الكئيبةِ)

في الأيام الكئيبة
التي
تزحفُ نحوي
وتغوض فيَّ
ساعة بعد ساعة
أسحبُ أجزائيَ معًا
حتّى أجلس القرفصاء
صغيرًا كالدُورِيّ
عاجزًا عن التحليق
أو حتّى عن تحمّلِ
ما ينتابني-
لحظة حضوركِ،
يحوّلُ الدُوريّ نفسه
الى عينٍ
فيها دمعةٌ
مليئة بالنجوم.

(ورقةٌ معلّقةٌ بكِ)

أنا ورقةٌ معلقةٌ بكِ، شجرتي،
قطعةُ زغبِ من جسدكِ اللّيفي.
عبركِ تجري مياه الحياةِ إليَّ،
والطريقُ
عبرَ سهولكِ وهِضابكِ،
يحملني الى
ذروةِ الشجرةِ.
يتهشّمُ الزمنُ أمامكِ
شذراتِ نهارٍ وليلٍ
يجابهني دومًا عند الجسدِ
ويبقيني متحرِّكًا.
الى جانبكِ،
أعصفُ عند كل ساعةِ حياةٍ
في فورانِ العناصر
التي تأتي من محور الأرض؛
وحتى لو خُصِّصَ لي ألفُ عامٍ،
لن أجد الزمنَ كي أذبلَ
بل سأظلّ
الى جانبكِ
دائم الإخضرار.

ويي زوانغ 903 ـ 960

( لحن الديار السماوية)
فيما أنا أتنزه بين جنبات الربيع،
تتطاير بتلات أزهار اللوز في الهواء،
بعد أن أعارها الريح أجنحته
لتزين شعري.
من ذاك الشاب في الهناك.
غاية في الوسامة والجمال!
أنوي التنازل أمامه
مقدمة له يدي
لمدى العمر،
بعدها، حتى لو
تجاهلني معبراً عن عدم إكتراثه،
لا سبب يدعوني إلى النوم.


بابلو نيرودا

و هكذا أنتظرك كمنزل وحيد
إذا ما رجعت لتقابليني و تسكنيني
و حتى ذلك الحين ستبقى نوافذي تؤلمني

ترجمة أخرى:
وها إني، مثل بيت متوحّد،
أنتظر أن تريني وتسكنيني .
وحتى ذلك الحين نوافذي توجعني

أيتها النحلة البيضاء الغائبة
ماتزالين تحومين حول روحي
وتستمرين مع الأيام ، رقيقة وصامتة
أه أيتها الصامتة !

أحبكِ دون أن أعرف كيف، أو متى أو أين،
احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور:
هكذا أحبكِ لأني لا أعرف طريقة أخرى
غير هذه، دون أن أكون أو تكوني،
قريبة حتى أن يدكِ على صدري يدي،
قريبة حتى أغفو حين تغمضين عينيكِ.

(ضحكتك )

امنعي عني الخبز إذا أردت
امنعي عني الهواء
ولكن لا تمنعي عنى ضحكتك
لا تمنعي عني الوردة
الرماح التى التى تنتشر منها،
المياه التى تنجبس فجأة فى فرحتك،
الموجة الفضية المباغتة التى تولد منك.
إن صراعي مرير
ومرات كثيرة أعود متعب العينين
من رؤية الدنيا التى لاتتغير ولكن،
حين أدخل تنطلق ضحكتك إلى الأعالي
باحثة عنى وتفتح لى أبواب الحياة كلها.
يا حبيبتى
فى أحلك الأوقات
تتناثر ضحكتك
فإذا رأيت فجأة دمائي
تخضب حجارة الطريق
فاضحكي أن ضحكتك
ستهب يدي سيفا مسلولا .
وفى الخريف بالقرب من البحر
لابد لضحكتك
أن ترفع شلالات من الزبد.
وفى الربيع ياحبيبتى
أحب ضحكتك
لأنها كالزهرة التي أرتقبها،
الزهرة الزرقاء
زهرة وطني المرنانة.
اضحكي من الليل من النهار،
من القمر
اضحكي
من شوارع الجزيرة المتلفة
اضحكي من هذا الفتى
الذي يحبك
ولكن حين أفتح عينى
وأغمضها
وحين تذهب خطاي
وحين تعود خطاي
امنعي عني الخبز والهواء النور والربيع
ولكن لا تمنعي عني ضحكتك إذن.
أني عند ذاك موتاً أموت.



فيسوافا شيمبورسكا

(الحب الأول)
يقولون
إن الحبَّ الأولَ هو الأهمُ.
وهذا أمر بالغ الرومانتيكية
لكن ليس في حالتي.

كان بيننا شيءٌ
وما كان،
كان وانسرب
كان وانقضى.

لا ترتعش يداي الآن
وأنا أتحسس تذكاراتي السخيفةَ
أو الرسائلَ المربوطةَ بخيطٍ ـ
ليس حتى بشريط.

لقاؤنا اليتيم بعد كل هذه السنين:
مقعدان يتبادلان الكلام
على طرفي منضدة باردة.

أحبائي الآخرون
لا يزالون يتنفسون داخلي بعمق.
أما هذا
فلا يجد من الهواء
ما يكفي لتنهيدة.

وبرغم هذه الحالِ
يفعل ما لا يقدر الآخرون عليه بعد:
لا يطفو على الذاكرة،
لا يظهر حتى في الأحلام،
يعودني على الموت.


آنا أخماتوفا


هكذا هو الحب:
تارةً يتلوَّى كمثل أفعى
ويمارس سحرَه في أنحاء القلب،
وطورًا يهدل كيمامةٍ
على حافة نافذتي البيضاء.

هكذا هو الحبُّ:
قد يبرق على الجليد المتلألئ
أو يتراءى لي في غفوة القرنفلة،
لكنه، في عنادٍ وصمت،
يخطف منِّي راحة البال.

أسمعه ينتحب في رقَّة
في صلاة كمنجتي المعذَّبة،
وكم أخاف حين يعلن قدومه
في ابتسامة رجلٍ غريب.

أنا صوتكم، يا عشَّاقِيَ الكاذبين،
وحرارةُ لهاثكم،
وانعكاسُ وجوهكم في المرآة،
والخفقان الباطل لأجنحتكم الباطلة...
لا يهمُّ من أنا،
فحتى اللحظة الأخيرة سأرافقكم.
لهذا تدَّعون حبِّيَ في جشعٍ،
على الرغم من ذنوبي وشروري،
ولهذا تعهدون إليَّ بخيرة أبنائكم.
لهذا لا تسألون عنه قط
وتطوِّقون منزليَ الخالي على الدوام
بمدائحكم الدخانية.
لهذا تقولون: لا يمكن لاثنين أن يلتحما أكثر منَّا،
وتقولون: لا يمكن لأحد أن يحبَّ امرأة في جنون أشد.

مثلما يتوق الظل إلى الانفكاك عن الجسد،
مثلما يتوق الجسد إلى الانفصال عن الروح–
هكذا أنا اليوم.
أتوق، يا عشَّاقي الكاذبين،
إلى أن تنسوني.


أمبرتو أكابال

لا أعرف أيَّ زهرةْ غريبةْ هو قلبي:
جذورها ممتدةّ من المساء إلى الصباح.
عند كلًّ وداعْ
يكون عليّ اقتلاعُها
ويا لهُ من ألم




آخين ولات

تتوارين من الشهد
يسيل من شفتيّ
إلى شفتيك.


من أغاني الهنود الحمر

أهلي يفكرون في إبعادي
عن الفتاة التي أحبها
لقد أقسمنا على الحب
مدى الحياة
لتذهب إذاً، هباءً، أوامر الأهل
سنظل نلتقي
طالما بقي العالم

إيمان الإبراهيم

تشمّني أمي كل ليلة
لتثق بأن القرنفلة
مازالت غافية. .


مها بكر

هي أصابعي،
و كم مرة ًقلتُ لكَ،
ستخطئ بالعد،
و تَجرح يدك …
ثم أنتَ لا تترك هذه العادة ..
دائماً تأخذ ثوبي الأصفر معك ،
و تنسى المصباح ،
مكسور على الكومودينا .


أدغار موران

ما الحب؟ إنه ذروة الاتحاد بين الجنون والحكمة


العبّاس بن الأحنف

كلّ أرضٍ حللتِ فيها فما تحتاج / مشكاتها إلى مصباحِ ...


إيزابيل الليندي

الحبُّ الأول مثل الحصبة، كثيراً ما يُخلّف آثاراً لا تُمحى



إيف سان لوران

أجمل الثياب التي تستطيع المرأة ارتداءها هي ذراعا رجل


غوستاف تيبون

الحبّ دون أبدية يسمى قَلَقَاً. الأبدية دون حبّ تسمّى جحيماً


مارينا تسفيتاييفا


(يعجبني)

يعجبني انك لست مريضا بي
يعجبني انني لست مريضة بك
وبأن الكرة الأرضية الثقيلة
لن تزحف من تحت أقدامنا
يعجبني ان في وسعي ان اكون مضحكة
مجنونة، ولا اتلاعب بالألفاظ
ولا تغمر موجات الحمرة وجنتي
حين تتلامس أيدينا برقة
ويعجبني ايضا ان تعانق امرأة اخرى
بهدوء امامي...
وان لا تصب لعنتك عليّ بالاحتراق
في نار جهنم لاني لا اقبلك
وانك يا حناني لا تذكر اسمي بحنان
عبثاً ليلاً ونهاراً
وانهم لن يرتلوا في هدوء الكنيسة
فوق رؤوسنا هللويا!
اشكرك من قلبي ويدي
على انك تحبني دون ان تعلم
وعلى هدوئي الليلي
على لقاءاتنا النادرة
وقت الغروب
وعلى اننا لم نتنزه تحت ضوء القمر
وعلى الشمس التي تسطع فوق
رؤوس الاخرين
وعلى انك لست مريضا بي
وعلى اني لست مريضة بك
وأسفاه




تادوز بوروفسكي

(هل ستعودين إليّ؟)

هل ستعودين إليّ؟ كمثل
موجةٍ،
كالظلمة التي تُنسج
جو قدميّ وتزحف
إلى داخل قلبي. سماءٌ
ثقيلة متورمة أنتِ:
حقيقيةٌ كظلي، كجسدي،
مراوغةٌ وعميقةٌ كانعكاسي
المدوخ
في زجاج نافذة سوّده
الليل.
ثمة شيء يتحرك في، كما لو
أني ببساطة تلركت ذاتي ورائي،
كلما هممت بالنهوض عن طاولة أو
سرير.
لكني ملتحف بي كما في
المنام.
أعر أني أحلم نفسي،
لكني، إذا أحلم، لا أتذكّر شيئاً.


ليوناردو أليشان

(ندم)

دودة تزحف على مكتبي
ملتهمة
كل كلمة أكتبها.

كنت أفضل حالاً
عندما كانت الدودة تلتهم قلبي.

خوسيه أوغستين غويتيسولو

(هكذا)

مرات أجيء
مستعجلاً، أعانق
ركبتيكِ، ألامس
شعركِ. آه يا إلهي، كثيرةٌ
هي الأشياء التي أودّ قولها لكِ!
سوف أشتري لكِ منديلاً،
سأكون رجلاً صالحاً، سنذهب
في رحلة... لا أعرف،
لا أعرف ما يحدث لي.
أريد أن أموت هكذا،
هكذا بين ذراعيكِ.


أنطونيا بوتسي

(تلاقٍ)

لو كنتُ أفهم
ماذا يعني
أن أكفّ عن رؤيتكَ
لاعتقدتُ أنه ما كانت لي حياةٌ
في هذا الكون.

لكن الأرض بالنسبة إلي
ما هي سوى هذه البقعة التي أدوسها أنا
وتلك التي تدوسها أنت:
أما الباقي
فهواء
نبحر فيه كمركبين
حرّين
لنتلاقى.

في السماء الصافية
تطلع أحياناً غيوم صغيرة،
خيطان من صفوف
أو ريش ــ بعيدة ــ
ومن ينظرها من هنا لبضع لحظات
لا بدّ سيرى غيمة واحدة
تبتعد.




نماذج من شعر نساء البشتون :


إذا مات حبيبي، لأكن كفنه
هكذا نتزوج الرماد معا.

■ ■ ■



يا سيدي!
ها هي هنا من جديد
ليلتك الطويلة الحزينة
ومن جديد هو ذا هنا
«البشع الصغير» (كناية عن الزوج)!
وهو ينام...

■ ■ ■



يا حبيبي
اقفز الى سريري
ولا تخش شيئا
واذا انكسر
فان «البشع الصغير»
هنا لاصلاحه.

■ ■ ■



تعال قبلني
والخطر لا تهاب .
يقتلونك ؟ ماهم !
ما أحلي موت الرجال
فدى لعيون الجميلات.

■ ■ ■



اذا غفوتَ
لن تنال سوى الهباء
انا مرصودة للذين
يسهرون عليّ الليل بكامله.

■ ■ ■



تعال لكي اتلمسك
لكي اضمك
انا نسمة الليل التي
ستموت قبل الفجر.

■ ■ ■



ضع فمك على فمي .
ولكن
أترك لساني طليقاً
ليحدثك عن الحب .

■ ■ ■



إذا كنت تريد دفء حضني،
فجازف بحياتك
الذي يريد الحفاظ على رأسه
يعانق الغبار
لا الحب .


صفي الدين الحلّي


حيَّرتني بفترة الأعين الحورِ
فتاةٌ كأنها حوريةْ
ذات ردفٍ كأنه دعص كافور
بقعر الوردة الجوريةْ
قدري التدوير معتزلي الحجم
أعماقه أشعريةْ
شغفت بي وكنت أشغف بالمردِ
فصارت بالحسن عندي حظيةْ
حلَّفتني أن لا أنيك غلاماً
فتجرعتها أمر إليِّةْ
ثم لما مرّت شهور ولا
تنظر مني إلا لزوم التقيةْ
ظفرت بي في البيت كنت وعندي
شادن ربّ بهجة يوسفيةْ.