ترى، ما الذي يمكن أن يفعله أطفال نازحون بكاميرا فوتوغرافية أُعطيت لهم ليلتقطوا لحظاتهم في مخيمات لجوئهم؟ قد تتبادر أشياء كثيرة إلى الذهن، في محاولة للإجابة، إلا ذلك الشيء الذي فعله بعض منهم، عندما حملوا «الوديعة» وباعوها. لم يفعلوا ذلك لـ«سوء في الأمانة»، ولكن فعلوه لأجل لقمة عيش لا تجد سبيلها إلى تجمّع عشوائي. حينها، لم يفكروا في تعقّب لحظة سيحتفظون بها لـ«ما بعد»، عندما ينجون من موتهم.
فكروا فقط في سؤال واحد: كم رغيف خبز ستمنحهم تلك الآلة العجيبة إن باعوها؟ فكروا، فقط، بعدد الأرغفة التي ستسدّ جوع لحظاتهم في الخيم الباردة. لا أكثر من ذلك ولا أقل. وهذا كافٍ، لمن صار «يجد للخبز طعماً».
هنا، في بعض مخيمات اللجوء السوري، حدثت تلك القصة. لكنها، ليست يتيمة، فثمة أحداث أكثر إيلاماً، عملت جمعية مهرجان الصورة ـ ذاكرة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة ـ اليونيسف ـ على توثيقها بشريط فيديو. شريط يسرد فيه أطفال لاجئون يومياتهم وأحلاماً كثيرة. هؤلاء، هم أنفسهم، أصحاب اللحظات التي علّقت في معرض الصور الفوتوغرافية الذي نظمته «ذاكرة» ضمن مشروع «لحظة 2».
62 صورة حملتها جدران مسرح المدينة، لأطفال سوريين التقطوها في التجمعات العشوائية. وهي جزء من الصور التي التقطها 500 طفل سوري ضمن مشروع «لحظة 2»، والتي بلغت 13500 صورة، اختير منها 500 صورة. وإضافة إلى المعرض، الذي أقفل أبوابه قبل 3 أيام، نشرت 142 صورة في كتاب تحت عنوان «لحظة 2 ـ ذاكرة».
هنا، في هذا العدد، 11 صورة لـ11 طفلاً، وثّقوا فيها لحظاتهم كما يرونها هم، لا كما يراها المصورون المحترفون، يرافقها نص مسرحي يحكي بعض معاناة هؤلاء في بلد اللجوء.
(مونودوز)