لم تعد، في يومنا هذا، الرياضة مصدراً للفرجة والفرح فقط، إذ باتت أيضاً مصدراً للأرباح والأموال الطائلة. أموال على مدّ النظر وإلى ما أبعد. بات عالم الرياضة مرتبطاً إلى حدٍّ وثيق بعالم المال والعملات الملوّنة. في يومنا هذا، أضحت البنوك عنصراً أساسياً مكوِّناً لأي رياضة إلى جانب الملعب والصالة والمقرّ.وبطبيعة الحال هنا، فإن للرياضيين الحصة الأكبر من هذه الرزم المالية. صحيح أن الأندية تكسب، لكنها في النهاية مؤسسات لها مداخيلها وعليها متوجباتها.

أما عند الرياضيين فالحال مختلفة، إذ كل شيء عندهم ربح وكل فلس يتحوّل تلقائياً إلى الرصيد في المصرف. المصادر كثيرة هنا: من الأجور العالية إلى العقود الإعلانية والترويجية والعلامة التجارية الشخصية للرياضي والحوافز والجوائز. وبطبيعة الحال، كلما كان الرياضي مشهوراً ازدادت مداخيله وأرباحه، وبالتالي أرصدته في البنوك، حيث يصنف الرياضيون هنا بين الغني والأغنى والأكثر غنى.
من هم الرياضيون الأغنى في العالم، ومن يتصدر لائحتهم؟
قد يعتقد كثيرون هنا أن لاعبي الكرة هم الأكثر وجوداً في قائمة أثرياء الرياضة، لكن الواقع هو غير ذلك تماماً، حتى أنه لولا «ظاهرة» البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، التي زادت من شعبيتهما حول العالم ومن أرباحهما، لانتفى لاعبو الكرة من اللائحة، وهذا ما كانت عليه الحال في سنوات كثيرة سابقة عبر حضور النجم الإنكليزي السابق، ديفيد بيكام، وما يمثله من علامة تجارية فيها وحده غالباً.
بين الرياضيين العشرة الأغنى في العالم في عام 2014، بحسب مجلة «فوربس» المتخصصة، يمكن العثور على لاعبَي كرة قدم فقط هما رونالدو في المركز الثاني بحصيلة 80 مليون دولار أكثرها من موارد خاصة بعيدة عن فريقه ريال مدريد الإسباني وفي مقدمها الإعلانات، أما الثاني فهو طبعاً ميسي الذي يأتي في المركز الرابع بحصيلة تبلغ 64,7 مليون يورو.
من هو «ملياردير» عالم الرياضة إذاً؟ الرياضي الأغنى في العالم في 2014 ليس إلا ملاكماً وهو الأميركي فلويد ماي ويذير الذي بلغت حصيلته 105 ملايين دولار ليصبح الرياضي الثاني بعد مواطنه نجم الغولف تايغر وودز الذي يتخطى حاجز الـ100 مليون دولار.
قد يُفاجأ كثيرون بأن هذا الرياضي هو الأغنى في العالم، لكن في الواقع فإن الأرباح التي يتم حصدها من المنازلات من خلال عقود النقل التلفزيوني في هذه اللعبة لا تعد ولا تحصى، إذ على سبيل المثال، فإن ماي ويذير، بطل العالم في الوزن «الخفيف الثقيل»، الذي لم يخسر أيّ تحدٍّ في 47 مباراة، وقّع عقداً لـ6 منازلات مع محطة «شو تايم» مقابل 200 مليون دولار، وقد حقق، على سبيل المثال أيضاً، في المباراة الاخيرة أمام متحديه ماركوس ميدانا أرباحاً وصلت إلى أكثر من 70 مليون دولار.
هذه الأرقام المهولة جعلت ماي ويذير يلقب نفسه بـ»Money»، وينشر في إحدى المرات في حسابه على موقع «إنستغرام» صورة له وهو مستلق في السرير وبجانبه رزمة كبيرة من الدولارات من فئة الـ100.
ويأتي في المرتبة الثالثة لأغنياء الرياضة نجم السلة الأميركي ليبرون جيمس، لاعب كليفلاند كافالييرز، بحصيلة بلغت 72,3 مليون دولار، عززتها بطبيعة الحال صفقة عودته إلى فريقه السابق كليفلاند كافالييرز في الـ»أن بي أي»، وهذا ما وضع النجم الآخر كوبي براينت في المركز الخامس بـ61,5 مليون دولار جمعها من راتب يبلغ 30,5 مليون دولار وإعلانات تصل أرباحه منها إلى 30 مليون.
وعند الحديث عن أثرياء الرياضة، لا يمكن إلا التوقف عند نجم الغولف الأميركي تايغر وودز الذي سيطر على اللائحة لسنوات طوال، قبل أن يتراجع مستواه ويخسر عقده مع شركة «إلكترونيك آرتس» لألعاب الفيديو التي درّت عليه طيلة 14 عاماً حوالى 800 مليون دولار، ليحتل المركز السادس في اللائحة بـ61,2 مليون دولار كحصيلة في 2014.
وبالطبع لا يمكن أن تخلو اللائحة من أحد لاعبي كرة المضرب التي يجني فيها اللاعبون أرباحاً كبيرة من الجوائز المالية في البطولات الكثيرة، فضلاً عن الارتباطات التسويقية، بحيث يحتل السويسري روجيه فيديرر المركز السابع لأثرياء الرياضة في 2014 بحصيلة تبلغ 56,2 مليون دولار.
في المركز الثامن، يأتي لاعب غولف آخر هو الأميركي فيل ميكيلسون بـ53,2 مليون دولار بينها 40 مليوناً فقط من الإعلانات، وتاسعاً يحل لاعب التنس الإسباني رافايل نادال بـ44,5 مليون دولار، فيما يختتم اللائحة لاعب كرة القدم الأميركية (أن أف أل) مات راين بـ43,8 مليون دولار في لعبة شعبية في الولايات المتحدة، وتصل فيها الانتقالات بين اللاعبين إلى أرقام قياسية، كما حصل مع راين نفسه الذي وقّع عقداً مع فريق فالكونس مقابل 103,75 ملايين دولار لمدة 5 أعوام، فضلاً عن 28 مليوناً فقط لمجرد التوقيع و12 مليوناً كحوافز.
هذا ما يحصده الرياضيون إذاً. مهلاً، هل تصدقون أن أكثرهم ثراءً في 2014 فلويد ماي ويذير يدخل إلى رصيده في الثانية الواحدة 3,33 دولار؟!