كثيرة هي الرياضات التي يمارسها العامة، منها الجماعية ومنها الفردية، بعضها شعبي وآخر قليل الانتشار، وقسم منها يعتبره البعض نخبوياً و»بريستيج»، أولاً بسبب متطلبات تلك الرياضات وثانياً بسبب الكلفة العالية، حيث تبرز الفروسية واليخوت والغولف، والثلاث تعتبر من الرياضات الملكية كونها كانت تمارس من قبل الملوك تاريخياً.
الغولف بدأت تأخذ منحى آخر منذ أواخر التسعينيات حيث أخذت تنتشر أكثر فأكثر، ما أدخل الشركات الرياضية الكبرى على خط تصنيع المعدات ودخول شرق آسيا الى اللعبة، فانخفضت الكلفة وتوسّعت دائرة الأشخاص الذين يمكنهم مزاولتها. ورغم ذلك لا تزال الغولف من الرياضات التي تتطلب إمكانيات مادية محددة، لكنها لا شك أقل من الفروسية واليخوت.
في لبنان، توجد تلك الرياضات منذ سنوات طويلة جداً، وتحديداً الغولف. وقبل نهاية الألفية الماضية كانت الغولف من الألعاب المكلفة جداً، حتى ظهر شخص اسمه تايغر وودز أعطى للعبة بعداً آخر. فالبطل الأميركي كان أول لاعب من البشرة السوداء الذي يصل الى النجومية. هذا الأمر أعطى صورة عن إمكانية وصول أشخاص كثيرين من مستويات اجتماعية مختلفة الى ما وصل اليه وودز الآتي من طبقة متوسطة، إذا لم نقل أقل، ليصبح الرياضي الأغنى في العالم. نجاح وودز ودخول شرق آسيا، وتحديداً الصين، الى اللعبة، فتح شهية الشركات العالمية الشهيرة المصنّعة للمعدات الرياضية، ما أدى الى اشتعال المنافسة وزيادة الانتاج، ما انعكس إيجاباً على تخفيض الكلفة نظراً إلى انتشارها، إضافة الى عودتها الى الألعاب الأولمبية ابتداءً من ألعاب ريو دي جانيرو عام 2016.
شهدت الغولف تراجعاً في كلفة ممارستها بعد انتشارها

لاعب الغولف، سواء في لبنان أو غيره يحتاج الى أمور عدة كي يزاول اللعبة. ولا تفرض القوانين لباساً معيناً، لكن لدى وجود اللاعبين على الملعب لا يمكنهم ارتداء سروال قصير، إذ يجب أن يكون حتى الركبة على الأقل، أما الجزء العلوي فيجب أن يكون قميصاً أو لباساً قطنياً بأكمام قصيرة. كذلك فإن الحذاء ليس إجبارياً، لكن الأحذية المتخصصة تساعد في تحسين الأداء. وتبدأ كلفة الحذاء من 20 دولاراً وتصل الى 200 دولار للمحترفين. أما المعدات الرياضية فهي مؤلفة من 14 مضرباً مع حقيبة وتبلغ كلفتها 150 دولاراً وتصل الى 20 ألف دولار للمحترفين. وبالنسبة إلى الكرات فتتراوح الكلفة بين 500 ليرة للكرة العادية و1500 الى 2000 ليرة لكرات المحترفن.
نادي الغولف هو نادٍ خاص ويحتاج الدخول اليه الى تعريف من قبل عضو مشترك، ويمكن مزاولة اللعبة من دون أن يكون الفرد مشتركاً. وتتراوح الكلفة لليوم الواحد، أي الدخول الى المضمار، الذي يحتاج الى 4 ساعات لتكملة لفّتين فيه أي 18 حفرة، 25 دولاراً في اليوم خلال الأسبوع و35 دولاراً في عطلة نهاية الأسبوع في فترة «LOW SEASON». أما في الصيف فتبلغ 30 دولاراً خلال الأسبوع و45 دولاراً في العطلة، علماً بأنه أقل من كلفة الدخول الى ملاعب الغولف في الأندية العامة أو البلدية في بلدان أخرى.
ويمكن الاستعانة بمساعدين، وهؤلاء ينقسمون الى فئتين، الجدد والمتقدمين. وكلفة استئجار مساعد تبلغ 10 دولارات لتسع حفر (نصف لفة) و15 دولاراً لـ18 حفرة. أما سيارة الغولف الخاصة التي يستعين بها من لديهم أوضاع صحية خاصة فكلفة استئجارها 100 دولار شهرياً. وعلى صعيد المدربين، فكلفة المدرب 20 دولاراً في الساعة، وهي تتضمن حتى بدل الدخول، إذ يمكن لأي شخص أن يدخل ويتدرب على الغولف مع مدرب متخصص لفترة ساعة مقابل 20 دولاراً.
وهناك نوع آخر من الدخول الى النادي لممارسة اللعبة وغيرها من المرافق التي يتضمنها وهي الانتساب والاشتراك. فكل عائلة (الزوج والزوجة) يجب عليها دفع بدل انتساب بقيمة 15 ألف دولار لمرة واحدة، واشتراك سنوي بقيمة 2400 دولار، إضافة الى أن الكلفة لكل ولد تتراوح بين 150 و200 دولار بحسب العمر.
في اليخوت، تختلف الأمور بشكل آخر، إذ ترتفع الكلفة أكثر كونها رياضة تتطلب قوارب، سواء كانت شراعية أو مع محركات، أو حتى الفئة الأصغر أي الألواح الشراعية التي تبلغ كلفتها ما بين 3000 و5000 دولار. وعلى صعيد رياضة القوارب الشراعية والتي انعكس اسمها على اسم الاتحاد، فأصبح الاتحاد الدولي للشراع انطلاقاً من المحافظة على البيئة، فإن كلفة القوارب تتراوح بين 5000 دولار للصغار بين 7 و15 عاماً، و10 آلاف للكبار. أما على صعيد قوارب اللايزر لشخصين، وهي أيضاً شراعية، فتتراوح الكلفة بين 15 و25 ألف دولار.
في لبنان هناك تسعة أندية، لكن اثنين فقط يعتبران الأكبر ويقومان بالتدريب، وهما النادي اللبناني لليخوت في المدفون، وهي النقطة الأفضل في لبنان للمراكب الشراعية، حيث يوجد 35 مركباً، وهو مركز معتمد من قبل ستة نواد. وهناك أيضاً الـ ATCL. ويحتاج اللاعب الى تجهيزات تتوزع بين سترة النجاة (60 الى 120 دولاراً) والبزة الواقية من الصقيع 60 الى 250 دولاراً، ونظارات (100 دولار) وقفازات وقبعة.
ويمكن لأي هاوٍ يريد مزاولة هذه اللعبة أن يذهب الى النادي ويتدرب ليحصل على شهادة مقابل 350 دولاراً لعشر جلسات مع مدرب وقارب. وحين يصبح جاهزاً لمزاولتها وحيداً فإن كلفة الاشتراك في النادي 100 دولار واستئجار القارب 10 الى 20 دولاراً لليوم الواحد.
أما في الفروسية، فالأرقام أقل من اليخوت، لكن تبقى من ضمن الرياضات المكلفة، إذ إن أي هاوٍ يمكنه ممارسة هذه الرياضة عبر التوجه الى أي نادٍ من النوادي الـ16 الموجودة في لبنان، حيث يتم تقديم حصان ومدرب لكن ضمن مجموعة فرسان مقابل 30 دولاراً للساعة. أما في حال كان المدرب خاصاً فتبلغ الكلفة بين 50 و60 دولاراً.
وتحتاج هذه اللعبة الى معدات خاصة، حيث تبلغ كلفة الملابس من حذاء وبنطال وقبعة للحماية ما يقارب 2500 دولار. أما بالنسبة إلى الأحصنة، ففي حال أراد الفارس اقتناء حصان يكون قادراً على المنافسة محلياً فإن الكلفة تتراوح بين 50 و75 ألف دولار، ويحتاج الى وضعه في نادٍ يهتم به وبطبابته الى جانب السايس وتبلغ الكلفة بين 1500 و2500 دولار بحسب ما يريد صاحب الحصان «تدليله».