هبّ العالم إلى استنكار الجريمة التي وقعت في صحيفة «شارلي إيبدو». لم يشذّ المشاهير عن الموجة، وكانت الدورة الـ 72 من احتفال توزيع جوائز «غولدن غلوب» مناسبة لرفع شعار التعاطف الأشهر هذه الأيام: «أنا شارلي». فيما تحوّلت المسألة إلى ما يُشبه الفولكلور، جذب العروسان جورج كلوني وأمل علم الدين الأنظار خلال الحدث، إذ وضعت علم الدين شارة كُتب عليه «أنا شارلي» على حقيبتها، فيما وضع الزوج شارة مماثلة على صدر سترته، إعلاناً منهما عن تضامنهما مع قتلى الهجوم الإرهابي. وأثنار تسلّمه جائزة Cecil B. DeMille عن مجمل أعماله، أصرّ النجم الهوليوودي على تأكيد قدسية «حرية التعبير»، قائلاً: «اليوم مشى قادة من العالم، مسيحيين ومسلمين ويهود، لا للاعتراض على ما حدث فقط، بل أيضا لرفع الصوت عالياً والقول إنّ ما حدث لن يثنينا. لن نمشي خائفين بعد الآن».
ولم تكتفِ النجمة البريطانية هيلين ميرين برفع الشعار، بل وضعت على صدرها «بروشاً» على شكل قلم كبير.

بدورها، كانت النجمة كايتي بايتس من أوائل من رفعن الشعار الذي وضعته على خلفية هاتفها النقال، وهو ما فعلته أيضاً النجمة الألمانية ديان كروغر ورفيقها في الاحتفال النجم الكندي ــ الأميركي جوشوا جاكسون. كروغر حملت لافتة تؤكد أنّها كأوروبية معنية بالأمر أكثر من غيرها. وبدت لافتةً الجملة التي قدّم بها الممثل والمغني والمخرج الأميركي جاريد ليتو جائزة «أفضل ممثلة عن دور مساعد» للأميركية باتريشيا أركيت (عن دورها في فيلم Boyhood )، إذ قال: «إلى كل إخوتنا، وأهلنا، وعائلاتنا، وأصدقائنا في فرنسا، كل تعاطفنا وصلواتنا وقلوبنا معكم هذه الليلة. نحن شارلي». فكرة أكدتها أركيت أيضاً.
برغم كل التأييد، يبدو أن جزءاً منه كان صورياً، لأنّ الكثير من المشاهير الذين رفعوا شعار «أنا شارلي» لا يعرفون شيئاً عن الموضوع. في هذا السياق، أشارت مجلة «فانيتي فير» إلى أنّ «المصوّرين هم من أحضروا معهم لافتات «أنا شارلي» ليحصلوا على «لحظة» مناسبة للتصوير».
صحيح أنّ الـ«غولدن غلوب» كان فرصة للنجوم لتسجيل مواقف من المصاب الباريسي، إلا أنّ حملة التضامن بدأت بُعيد شيوع النبأ. الممثل جون بارومان نشر صورة له على تويتر حاملاً فيها قلماً، مذيلة بعبارة «أنا شارلي»، أما الممثلة الأميركية ريس ويذرسبون، فوضعت صورة للتظاهرة الباريسية مرفقةً بالعبارة نفسها. الممثل البريطاني ستيفان فراي طلب من الجميع نشر الرسوم الكاريكاتورية التي سبق أن نشرتها المجلة الفرنسية الساخرة، وتصوّر النبي محمد.
وجاءت كلمات المغني والممثل جاستين تيمبرلايك في الإطار نفسه، حين غرد قائلاً: «لنصلِّ لتلك العائلات التي فقدت أحبتها اليوم»، فيما كانت رؤية المذيعة الأميركية الشهيرة إيلين ديجينيريس أكثر اتساعاً: «قلبي مع باريس».
واستعار الممثل مارك رافلو شيئاً من شخصية «هالك» التي أدّاها أخيراً، ناشراً على تويتر صورة قلم في فوهة بندقية مع «أنا شارلي»، كاتباً أنّ «الصحافة الحرة هي سلاحنا الأخير بوجه الطغيان».
على الضفة المقابلة، خص الممثل البريطاني «الغريب الأطوار» راسل براند (الصورة) جريمة «شارلي إيبدو» بحلقة نشرها على قناته الخاصة على يوتيوب ضمن برنامجه على الشبكة Russell Brand The Trews. لهجة الحديث بدت مختلفة، فبدأ براند بالسؤال عن السبب، ثم تطرّق إلى موضوعٍ أشد حساسية: «حينما نسمع عن تفجيرٍ أو جريمة في باكستان، ندينها، لكن بخفة وليس كما لو أنّها أمر حقيقي. ولأنّ الجريمة الآن وقعت، فهي تُغطّى من كل وسائل الإعلام، وتحظى باهتمام». بعدها، صعّد الشاب ذو الشعر الطويل هجومه بالقول: «عندما يلتقي بنيامين نتنياهو وأنجيلا ميركل ودايفد كاميرون ليشجبوا ما حدث، علينا بدورنا أن نندد بما قام به هؤلاء أنفسهم، فهم كانوا جزءاً من كل العنف حول العالم». وأكمل مؤكداً أنّ أغلب الدول التي يهدّدها الإرهاب «غالبية سكانها من المسلمين». وختم براند حديثه برفض استغلال الحكومات الغربية للجريمة الفرنسية لممارسة المزيد من القمع وخنق الحريات، وإغلاق سبل الحوار والتفاهم، داعياً إلى وقف دعم «الحروب على بلاد المسلمين وسواها من الأمور التي تقود إلى مثل هذه النتائج المؤسفة».