كان تشيلسي أكثر الفرق صرفاً على الصفقات خلال فترتي الانتقالات الماضيتين، بمجموع لامس 600 مليون يورو. انتدب النادي اللندني كلاً من المدافعيَن ويسلي فوفانا وخاليدو كوليبالي، كما الظهير الأيسر مارك كوكوريلا مع متوسط الميدان الواعد كارني تشوكويميكا... فيما تمثّلت أبرز الأسماء بالجناح رحيم ستيرلينغ والمهاجم بيير إيمريك أوباميانغ، ثم أتبعتهم الإدارة خلال الانتقالات الشتوية بأفضل لاعب شاب في كأس عالم قطر، الأرجنتيني إنزو فيرناديز، والمدافع الواعد بينوا بادياشيل كما الجناح الأوكراني ميخائيلو مودريك، الجناح الإنكليزي نوني مادويكي والمهاجمين دافيد داترو فوفانا وجواو فيليكس (إعارة)...نوعية الصفقات المستقدمة عكست رغبة تود بولي وشركائه على رأس الهرم الإداري في بناء فريق شاب يضم أفضل المواهب حول العالم، غير أن النتائج لم تكن على قدر التطلعات. اللاعبون الشباب لم يتأقلموا بالدرجة والسرعة المطلوبتين، في حين عانى «المخضرمون» من تذبذب المستوى.
«الضياع» على أرض الملعب جاء إلى حد كبير بسبب عدم الاستقرار الفني. فبعد إقالة المدرب الأسبق، الألماني توماس توخيل في بداية الموسم، لم يتمكّن خلفه الإنكليزي غراهام بوتر من رفع الفريق إلى مستوى جديد، حيث كان أغلب الفترات أقرب إلى منتصف الجدول من مقاعد المقدمة. وفي ظل فشل المشروع خلال الأشهر القليلة الماضية، ارتأت الإدارة التروي في اختيارها التدريبي المقبل، على أن يتسلّم فرانك لامبارد زمام الأمور كمدرب مؤقت حتى انتهاء الموسم.
الحقبة الأولى للملّاك الجدد سوف تنتهي بموسمٍ صفري وبدون كرة أوروبية في الموسم المقبل، نظراً إلى احتلال الفريق المركز الحادي عشر ضمن بطولة الدوري بعد لعبه 35 مباراة، وبالتالي عدم تأهله الى دوري الأبطال ولا حتى اليوروبا ليغ. ومع ذلك، قد تمثّل النتائج «الكارثية» الحاصلة خير تجربة لبولي وشركائه، كي يتعلموا من الأخطاء ويمضوا قدماً.
الحقبة الأولى للملّاك الجدد سوف تنتهي بموسمٍ صفري وبدون كرة أوروبية في الموسم المقبل


ورشة كبيرة
الفترة الأولى كان عنوانها التغيير الجذري السريع، من رأس الهرم الإداري حتى اللاعبين. لكن مع توالي الأشهر، بدأت الإدارة الجديدة تأخذ شكلها النهائي ومن خلفها المنظومة، على أن يشكّل الصيف مرحلة مفصلية من التجديد والاستغناء.
الأمر مرتبط بقرارات المدرب المقبل. الأرجنتيني ماوروسيو بوكيتينو وقّع مع النادي اللندني، ليكون على رأس العارضة الفنية لتشيلسي مع انتهاء الموسم الحالي. طريقة بوكيتينو قد لا تتناسب مع النادي بقيادة مالكه السابق رومان أبراموفيتش، الذي كان يركّز على الألقاب بالدرجة الأولى، ولكنها قد تناسب الإدارة الجديدة على المستوى المتوسط. وطوال مسيرته التدريبية التي شملت إسبانيول، ساوثهامبتون، توتنهام وباريس سان جيرمان، لم يعتلِ «بوتش» منصات الألقاب سوى في العاصمة الفرنسية باريس، عندما رفع برفقة الـ«بي أس جي» لقب الدوري الفرنسي كأفضل إنجاز شخصي له. ولكن ما يبرع به الرجل هو بناء الفرق من تحت الى فوق، وبالتالي وضع النادي على الطريق الصحيح نحو البطولات. هذا الأمر ظهر ذلك جلياً مع ساوثهامبتون وتوتنهام. يضاف الى ذلك ان خبرة بوكيتينو في الملاعب الإنكليزية لعبت دوراً بارزاً أيضاً في اختياره، كما أن شخصيته المحببة من قبل اللاعبين، وغير المتشددة في وجه الإدارة، جعلته المرشح الأول لقيادة تشيلسي.
هي فترة جديدة وصعبة. العديد من التحديات تنتظر بوكيتينو، منها تنمية اللاعبين الشباب والحفاظ تباعاً على قيمتهم السوقية، وتحديداً الذين استُقدموا بمبالغ كبيرة مثل الأرجنتيني إنزو فيرنانديز والأوكراني ميخائيلو مودريك...
سوف يكون من المنتظر أيضاً رؤية كيفية خلق بوكيتينو للتوازن في المنظومة بين العناصر الشابة ولاعبي الخبرة، ومن سيدخل قائمة المغادرين وخاصةً أنَّ صرف تشيلسي الضخم في سوقَي الانتقالات الماضيين جعله معرّضاً لمخالفة قواعد اللعب المالي النظيف. مقابل ذلك، من المرجح استقدام لاعب وسط مدافع، وحارس مرمى ومهاجم، لينضموا إلى صفقات حُسمت في الانتقالات الشتوية، مثل المهاجم كريستوفر نكونكو و الظهير الأيمن مالو غوستو، إضافةً الى بعض العائدين من نظام الإعارة؛ أبرزهم المدافع الواعد ليفي كولويل.